وطنٌ عربيٌ واحد

تستدعي ذاكرتي في هذه الأيام، وبشكلٍ كبير، ذكريات طفولتي ومرابع صباي بمنطقة تقسيم التواتي في حي المنشية (ليبيا)، والعلاقات الاجتماعية التي كانت تربط سكان الحي. كانوا خليطاً محلياً وعربياً وأجنبياً، تعايش في سلام. التشكيلة العربية التي ضمّها حيّنا أثرت فيّ كثيراً، وكنت أجد متعتي في اللعب مع أبنائهم ومتعة خاصة في الطعام. لذا ربما كنت الوحيد من سكان الحي من الأولاد، ممّن تقبل الأكلات
2015-01-14

شارك

تستدعي ذاكرتي في هذه الأيام، وبشكلٍ كبير، ذكريات طفولتي ومرابع صباي بمنطقة تقسيم التواتي في حي المنشية (ليبيا)، والعلاقات الاجتماعية التي كانت تربط سكان الحي. كانوا خليطاً محلياً وعربياً وأجنبياً، تعايش في سلام.
التشكيلة العربية التي ضمّها حيّنا أثرت فيّ كثيراً، وكنت أجد متعتي في اللعب مع أبنائهم ومتعة خاصة في الطعام. لذا ربما كنت الوحيد من سكان الحي من الأولاد، ممّن تقبل الأكلات العربية المختلفة، من دون أن يقول: رز باللبن! كيف تاكل فيه؟؟
فالبيت الملاصق لبيتنا شغلته عائلة مصرية، كان الأب مدرّساً للغة الإنكليزية والأم مدرّسة للتدبير المنزلي، وذقت وذاق الجيران من يديها، أحلى أنواع الكيك والحلويات، إضافة للملوخية والكُشري، وطاجن البامية.
البيت التالي، كانت تشغله عائلة لبنانية. وثلاث عائلات مصرية أخرى كانت تسكن الحي، توزعت الجغرافيا، فالأقرب كانت من مدينة القاهرة. كان مذاق الطعمية عندهم مميزاً، إضافة لطبخة البازلاء. والثانية من الفيوم، كانت مميزة في طريقة طهي الفول المدمس والرقاق. والثالثة، من الإسكندرية، إبداع في شي الأسماك، وطهي أرز الصيادية. وكنت وابن العائلة الفلسطينية ـ جيراننا- الأكبر، يجمعنا الاهتمام بالابتكار والاختراع. وكانت شرفة العائلة السورية التي تسكن قبالتنا، بهجة للنظر، وبالمناسبة جارتنا هي من اقترحت اسم أختي الثالثة...

من مدونة "مالاخير" الليبية