الريادة المصرية

يجلس السيسي مع هولاند. يخبره أن المنطق يقول إنه لو كانت فرنسا قد سمعت كلام مصر ما كان ليحدث هذا. فيقول الرئيس الفرنسي، صحيح. أنتم من الأول لم تؤمنوا أن مصر هي أم الدنيا، نحن الفراعنة. أنتم الفراعنة صحيح. استكبرتم علينا وقلتم ما هذا الشعب الثالث الذي اكتشف هذا الاكتشاف. احتقرتونا. صحيح. ماذا لو كنتم فعلتم مثلنا وقمتم بانقلاب عسكري؟ انقلاب عسكري ضد من،
2015-01-14

شارك

يجلس السيسي مع هولاند. يخبره أن المنطق يقول إنه لو كانت فرنسا قد سمعت كلام مصر ما كان ليحدث هذا. فيقول الرئيس الفرنسي، صحيح.
أنتم من الأول لم تؤمنوا أن مصر هي أم الدنيا، نحن الفراعنة.
أنتم الفراعنة صحيح.
استكبرتم علينا وقلتم ما هذا الشعب الثالث الذي اكتشف هذا الاكتشاف. احتقرتونا.
صحيح.
ماذا لو كنتم فعلتم مثلنا وقمتم بانقلاب عسكري؟
انقلاب عسكري ضد من، مسيو سيسي؟
ضد الإخوان!
ولكن الإخوان لا يحكمون عندنا.
أها. وماذا لو كنتم جعلتوهم يحكمون؟
لا لا، لحظة واحدة. ما الهدف من ذلك؟ نحن دولة ديموقراطية ومن يفز في الانتخابات يصبح رئيساً للوزراء.
رئيساً للوزراء؟ لا لا. إسمح لي. هذا كله كلام فارغ. من يحكم اسمه رئيس جمهورية. هذه هي التجربة المصرية.
طيب.
وماذا عن الإجراءات الاستثنائية. حظر التجوال مثلا، قانون الطوارئ، وحبس نشطاء 25 يناير. هذه كلها أمور ضرورية للتخلص من الإرهاب.
آه.
ومشروع قناة السويس يا هولاند. لا تنس أن تقيم مشروع قناة السويس.
عزيزي مسيو سيسي. أنا أفهم جيداً أنك تريد النصيحة. ولكن يبدو لي أنك تتكلم عن بلد آخر غير فرنسا، يبدو لي أنك تحكي سيرتك الذاتية.
لا أفهم. هل تنكر الريادة المصرية؟
لا ولكن..
هل تنكر أن مصر هي أم الدنيا؟ هل تنكر أننا الفراعنة؟
لا ولكن..
إذن أجبني بصراحة، ما رأيك في أن أحكم أنا فرنسا؟
نعم؟
ها ها ها. هذه نكتة طبعاً. لست جاداً. أنا ليس عندي وقت. ولكني أقول ماذا لو أرسلت لكم سيادة اللواء عبد المجيد عبد السلام عبد الحق. لواء ممتاز وأخلاقه رفيعة وفوق هذا ابنته تدرس الفرنسية وستساعده في الترجمة. سيتمكن من حكم فرنسا بسهولة.
يصمت هولاند. ينظر في ساعته.
هه؟ ما رأيك؟ لا تقل أنك ستستكبر مرة ثانية؟

(نصّ نائل الطوخي ورسم مخلوف)

 


وسوم: العدد 128