لستُ وحيدة

من أوراق زينب المهدي الناشطة الشابة التي انتحرت في تشرين الثاني الفائت في مصر أصدقائي من الإسلاميين والليبراليين ومن نشطاء فعل الخير كُثر.. صحيح أنهم كانوا كثراً، لكن ما نفعني منهم أحد. ألم يكن من الأفضل لي؟ ألم تكن لتكفيني صديقة أو اثنتان؟ لم يصْدقوني القول حين تردّدتُ وتساءلتُ، وكنتُ في وقت ضيق، هربوا مني واحداً بعد الآخر إلا القليل منهم. لهذا قرّرت أن أهرب
2015-01-07

شارك

من أوراق زينب المهدي الناشطة الشابة التي انتحرت في تشرين الثاني الفائت في مصر

أصدقائي من الإسلاميين والليبراليين ومن نشطاء فعل الخير كُثر.. صحيح أنهم كانوا كثراً، لكن ما نفعني منهم أحد.
ألم يكن من الأفضل لي؟ ألم تكن لتكفيني صديقة أو اثنتان؟ لم يصْدقوني القول حين تردّدتُ وتساءلتُ، وكنتُ في وقت ضيق، هربوا مني واحداً بعد الآخر إلا القليل منهم. لهذا قرّرت أن أهرب أنا من عالمهم ومن إعلامهم الإلكتروني الزائف.
ثم تمر الأيام فأعود لأدخل عالم "فيسبوك" الكبير. أراه مليئاً بالصراعات والتخوين، بينما القتلى يتساقطون والمعتقلون يتزايدون كل يوم. كلّهم يتصارعون فلِمَ عليّ أن أنحاز لأحدهم؟ أنا أخصّ ذاتي التي لم أجدها في أيّ منهم.
جذبني أصدقاء جدد ليبراليون، وسعدتُ بصحبتهم وحياتهم، ثم تركوني حين قلت "لا لظلم الاخوان"... يستوون في نظري مع الإخوانيات الذين تركوني واعتبروني كافرة لمّا خلعت الحجاب وعندما كتبت عن عدم اقتناعي بما عرفته ودرسته لسنوات.
الصداقة أو الأخوة بالنسبة لكليهما شكل ظاهري كالحلوى، تعجبهم وتجذبهم ثمّ يتركونها ليبحثوا عن غيرها. أنا قطعة حلوى اسمي (زينب) وفي بعض الساعات (زعببة)، ولا أحد يملكني.
ثم صرت قطعة حلوى ضاعت ويبكون عليها. حتى الإخوة الأشقاء صاروا يتعاملون مع بعضهم البعض في هذا الزمن بهذه النفعية المتبادلة. كل شاب أو شابة له حياته المنفصلة ماديّاً واجتماعياً غير مكترث ببقية إخوته وأهله.

من مدونة "شيء بقلبي"