ملف المعتقلات

من أوراق زينب المهدي الناشطة الشابة التي انتحرت في تشرين الثاني الفائت في مصر لم أنسحب كما قالوا، بل كانت معاناة المظلومين والمعتقلين تناديني، وكنت أحاول أن أفعل لهم شيئاً فاخترت أضعفهم: الفتيات المعتقلات المنسيّات. عملت على ملفّهنّ. فتحت لزملاء جدد وقدامى طريقاً إلى العمل الجاد لنساعدهم، ثمّ تركتهم بعد فترة. لماذا انسحبت؟ لأنني وجدت أن ما نفعله
2015-01-07

شارك

من أوراق زينب المهدي الناشطة الشابة التي انتحرت في تشرين الثاني الفائت في مصر

لم أنسحب كما قالوا، بل كانت معاناة المظلومين والمعتقلين تناديني، وكنت أحاول أن أفعل لهم شيئاً فاخترت أضعفهم: الفتيات المعتقلات المنسيّات. عملت على ملفّهنّ.
فتحت لزملاء جدد وقدامى طريقاً إلى العمل الجاد لنساعدهم، ثمّ تركتهم بعد فترة.
لماذا انسحبت؟
لأنني وجدت أن ما نفعله كأنه "تحصيل حاصل"، شعرت وكأنه محاولة لإرضاء الضمير وأحياناً لإرضاء الأنا. كنّا نعرف جيداً أن التوثيق والنشر مآله لا شيء في هذا العالم المنافق.. كل هذا كالنقش على الماء، كحملان ضئيلة يأكلها غول القضاء الظالم. معلومة من هنا وصورة من هناك وملف.. وهكذا اكتمل ملف المعتقلات، ثم ماذا؟ أهذا كل ما استطعت تقديمه؟
كان مجهداً ومتعباً، ومع هذا تتساءل ذاتي قبل أن تجلدني كل يوم: أي نتيجة أو تغيير حدث بعد أن جمعتم كلّ هذه الأوراق؟ لا شيء. هل أنت راض يا ضميري الآن؟ لا.
ثم بعدُ، أتسمّون هذا انسحاباً؟ لقد اخترتها بإرادتي وأنا أعلم الكثيرعن هذا العمل المليء بالأسى، ولكن لم أكن أعلم أن الإحباط سيقودني إلى كل هذا الحزن وتلك النهاية.
لم تكن مجرد أسماء ومعلومات وأرقام، بل كانت صوراً أشاهدها تتحرك أمام عينيّ.

من مدونة "شيء بقلبي"