من أوراق زينب المهدي الناشطة الشابة التي انتحرت في تشرين الثاني الفائت في مصر
تبعت الجماعة بإرادتي وأنا في سن الزهور وذلك بحثاً عن المدينة الفاضلة، وتركتها بإرادتي وأنا أتوسّم في غيرها الفضل. لم أجد فيها طريقاً لإرضاء طموحي كما يريد عقلي "أنا". أحببت الزهراوات وأنا أحفِّظهن في المساجد، ثم أردت أن أكبر معهنّ بعقلنا، وهذا طبعاً ليس من حقّ الصغار ولا من حقّ النساء في "الجماعة".
حاولت الوصول إليهم بأفكاري كي نتغيّر معاً، لكنّهم اعتبروني مقلِقة، وهذا القلق لا يتّسق مع نهج الجماعة الثابت لعشرات السنين.
اخترت أن أدعم من خرج عن هذا النهج قليلاً ليترشح للانتخابات الرئاسية المصرية، فكان جزاؤنا الفصل لأننا استخدمنا حقّنا في التفكير خارج الصفّ، أي صفّهم.
يعتبرونني كائناً يُنفّذ ما يُملى عليه، من دون أدنى اهتمام بأفكاري لأنني لن أؤثر في المجتمع وكأنني مواطنة من الدرجة الثانية. يكيلون بمكيالين حين يتعاملون مع المرأة والرجل، وحين يتعاملون مع من يطيع من دون تفكير ومن يناقش قبل أن ينفّذ الأوامر.
إنني أحب أن أشير إلى علاقتي بالجماعة باختصار، وذلك لأني غير راغبة حتى في أي اسم أو ضمير مجهول يختصر علاقتي بهم، والتي استمرّت لسنوات ثم انهارت في شهور.
من مدونة "شيء بقلبي"