حتّى نبصر الطريق..

اعتكفت ريما وعائلتها عن تزيين شجرة الميلاد طيلة السنوات الثلاث الماضية، بعد أن فقدت الطبيبة، القاطنة في باب توما، أخاها جورج "في ظروف مجهولة"، ثم عثروا على جثته على أحد طرقات الغوطة بمحيط بلدة مرج السلطان، والتي كانت منطقة متنازعة السيطرة حينها. ثلاث سنوات حداد قرّرت ريما أن تنهيها هذه السنة بإعادة تزيين شجرة الميلاد والصلاة لراحة روح أخيها. لم يكن قرار إعادة تزيين الشجرة
2015-01-01

شارك

اعتكفت ريما وعائلتها عن تزيين شجرة الميلاد طيلة السنوات الثلاث الماضية، بعد أن فقدت الطبيبة، القاطنة في باب توما، أخاها جورج "في ظروف مجهولة"، ثم عثروا على جثته على أحد طرقات الغوطة بمحيط بلدة مرج السلطان، والتي كانت منطقة متنازعة السيطرة حينها. ثلاث سنوات حداد قرّرت ريما أن تنهيها هذه السنة بإعادة تزيين شجرة الميلاد والصلاة لراحة روح أخيها.
لم يكن قرار إعادة تزيين الشجرة بالسهل، ولا سيما مع الكلفة الباهظة لشراء الزينة والإنارة. فقبل 3 سنوات، كانت عدة آلاف من الليرات السورية تكفي لإقامة شجرة كبيرة مع كامل زينتها، فيما كلّفت الشجرة الجديدة وأجراسها ونجماتها ما يزيد على 50 ألف ليرة سورية، حيث تصف ريما المبلغ بالهائل..
تقول ريما: من عادة العائلات الدمشقية المسيحية إحضار الشجرة مع أغراض المنزل الأساسية، لكن ظروف الحرب بدّلت كل التفاصيل، ولم تعد العائلات تعنى بتفاصيل الشجرة بقدر اعتنائها بتفاصيل الطعام والشراب وتأمين المحروقات.
لكن إصرارها هذه السنة كان شديدا واستطاعت تأمين المبلغ على مرحلتين. تقول ريما انها حزينة جدا لأن الشجرة بقيت من دون إنارة لانقطاع الكهرباء، وكذلك صورة أخيها جورج، لذا أحضرت شموعاً لكن هذه المرة ليس للصلاة لروح جورج بل لتبصر طريقها إلى المطبخ في يوم الميلاد المجيد!

من مدونة "جرعة زائدة" السورية