فيما ينتظر المصريون استحقاقات مهمة ستكون فارقة في مستقبل البلاد السياسي والاقتصادي، ينشغل الإعلام بقضايا "مثيرة" تتدحرج من برنامج على قناة فضائية إلى آخر، ليجد الشارع نفسه أسير جدال غير مجدٍ عن الجن والجنس والإلحاد.
"ثالوث الإثارة" بات يلهي المصريين عن قرب إجراء انتخابات مجلس النواب الذي ستكون له كلمة فصل في اختيار الحكومة المقبلة، فضلاً عن الإعداد للمؤتمر الاقتصادي الذي تعول الدولة عليه لتحسين الوضع الاقتصادي واجتذاب مساعدات واستثمارات أجنبية. غير أن استعدادات الانتخابات وتجهيزات المؤتمر غابت عن أجندة الإعلام، لمصلحة اهتمام متزايد بقصص الجن والسحر والجنس والمثلية والإلحاد....
وطفت قبل أسابيع قضية الإلحاد على سطح الأحداث في مصر، وتسابقت الفضائيات في استضافة أشخاص قالوا إنهم "ملحدون"، وتبارت في عقد مناظرات بينهم وبين رجال دين مسلمين ومسيحيين، ظلت تدور حول جدال عقيم تناول قضية الإلحاد بسطحية لافتة، بعيداً من أي منطلقات فلسفية أو عمق تحليلي لتلك الظاهرة التي حذر منها شيخ الأزهر أحمد الطيب ودار الإفتاء في تقرير أخيراً.
اللافت في الأمر أن الدولة بدت مستعدة للتعاطي مع هذا الجدال العقيم، فشنت حملة موسعة نالت قدراً من الرواج الإعلامي لغلق مقهى في وسط القاهرة، قالت السلطات إنه "مقهى الملحدين"...
من شبكة "المدونون العرب"