بين المخيم وبرلين

عندما يلتقي فلسطينيون في الغربة. لا، عندما يلتقي فلسطيني/ة بفلسطينيين قادمين من المخيم. لا، عندما يلتقي فلسطيني بفلسطيني آخر قادم من اليرموك، ثم من عين الحلوة، ثم عبر السودان، ليبيا، البحر، ايطاليا، فرنسا إلى ألمانيا. قصص مريبة نسمعها هنا كل الوقت، كلما جاءنا زائر جديد من المخيم. قوارب الموت تُقرّبنا. عندما يلتقي فلسطينيون قادمون من أماكن مختلفة، يجدون في أوروبا المكان الوحيد القادر على
2014-12-25

شارك

عندما يلتقي فلسطينيون في الغربة. لا، عندما يلتقي فلسطيني/ة بفلسطينيين قادمين من المخيم. لا، عندما يلتقي فلسطيني بفلسطيني آخر قادم من اليرموك، ثم من عين الحلوة، ثم عبر السودان، ليبيا، البحر، ايطاليا، فرنسا إلى ألمانيا. قصص مريبة نسمعها هنا كل الوقت، كلما جاءنا زائر جديد من المخيم. قوارب الموت تُقرّبنا. عندما يلتقي فلسطينيون قادمون من أماكن مختلفة، يجدون في أوروبا المكان الوحيد القادر على استيعابهم، القادر على جمعهم تحت سقف واحد. لاجئون من هناك، لاجئون مرة ومرتين وثلاثا.
مخيم اليرموك، تبقّى منه ثلاثون ألفاً، بعد أن كان أكبر المخيمات، ويقطنه أكثر من مليون ونصف. سوريون وفلسطينيون ما زالوا يعيشون حصاراً قاسياً منذ أكثر من عام. يصبح البحر الملاذ الأخير: إلهي هبني بلادا، إلهي أوقف دوران العالم.
"الفلسطيني ما إله ظهر" يمكن أن يُعتقل ويعذّب ويموت تحت التعذيب. مخيم عين الحلوة أكبر المخيمات الباقية بعد اليرموك، الذي أصبح سجناً. لكن لحظة: منذ متى لم يكن المخيم سجناً؟ أو منفى؟
عين الحلوة المخيم، استقبل سبعين ألف لاجئ فلسطيني وسوري يعيشون فيه حالياً. "هنا في ألمانيا أغنى دول العالم، يتذمّرون من بضعة آلاف لاجئ"! كم مرة اعتقد اللاجئون أنّهم قريباً سيعودون؟ كم مرة جهّزوا حقائبهم لأنها "قرّبت"؟

من مدونة "عبير قبطي" الفلسطينية