"ما الإسلامي في التنظيمات الإسلامية إذاً؟" هذا السؤال المثير طرحته الدكتورة هبة رؤوف عزت في بحثها الممتدّ على ثلاثة أجزاء بعنوان "من الدولة إلى التجديد"، والمنشور على موقع "منتدى العلاقات العربية والدولية". في سياق محاولتها الإجابة عن سؤالها المركزي تثير رؤوف عدة أوجه أو فرضيات: هل هو المشروع الفكري الذي يحلم باستعادة خلافة على صورة إمبراطورية أدى ضعفها إلى هزيمتها؟ أم المشروع الذي يختزل الشريعة في القانون لتناسب حجم ومنطق الدولة القومية التي ترى القانون وحده فرس الرهان، لأنها تحتكر صنعه وتفسيره وتطبيقه؟ أم التنظيم الذي يقوم على فلسفة المؤسسات الحداثية والذي جاءت محنته نتيجة فرط براغمائيته وليس فرط مثاليته..؟ وتعود الباحثة لتشرح أن موضوعها وأسئلتها ليست هجوماً على الإخوان المسلمين ولا تفكيكاً لمشروعهم، بل أن النص غايته المسعى الحضاري والذي يبدأ من الأمة، وأن عملها هو محاولة وضع ملامح لتقييم المئة عام الأخيرة، وإدراك أن سقوط الخلافة لم يكن بسبب ضعف دولة الإسلام فحسب بل بسبب ضعف كل الدوائر العلمية والمجتمعية التي لم تنجح في الصمود.
وهذا مثالٌ عن واحد من آخر أبحاث منتدى العلاقات العربية والدولية، الذي يعرّف عن نفسه بأنه مركز أبحاث ودراسات يهدف للمساهمة في دعم التنمية الثقافية والسياسية وتعزيز آليات الحوار الإيجابي. مشروع المنتدى وأهدافه تتحقّق من خلال تنظيم الندوات الحوارية والمؤتمرات، وإجراء البحوث والدراسات المتعلقة بأهداف المنتدى وإصدارها ونشرها، والنشر الالكتروني والإعلامي بمختلف أنواعه...
آخر المؤتمرات التي ينظمها المنتدى ويدعو الباحثين والمهتمين الأكاديميين للمشاركة فيها هو بعنوان "العلاقات العربية والألمانية"، المُقام في الدوحة بتاريخ 14 و15 كانون الثاني / يناير 2015. وتشرح الدعوة على موقع المنتدى شكل وتفاصيل أقسام المؤتمر: سياسي، اقتصادي، اجتماعي وثقافي.
ينقسم تبويب موقع المنتدى الى: أخبار المنتدى، أوراق بحثية، البث الحي، المؤتمرات وجدول الفعاليات. في خانة الأوراق البحثية، دراسة للدكتور محمد توفيق بعنوان "الطائفية والاستقطاب السياسي في مصر، تطييف المجال العام وتوظيفاته السوسيوسياسية في مصر بعد ثورة يناير". يقول توفيق في الدراسة المنشورة كاملةً أن أنظمة ما قبل الثورات "عمدت الى تحييد وتسييس الأفق الفكري والثقافي للنخب والرموز الموالية والمعارضة حيث مثلت السيطرة الأمنية على حراك الترقي الجامعي واشتراط الموافقة الأمنية على موضوع وشخصية الباحثين فيها أحد أبرز أشكال هذا التحديد والتسييس..."
وهناك دراسة للباحث في القانون وفلسفة التشريع منصور بن تركي الهجلة منشورة الشهر الماضي، تسأل "هل كان ابن رشد الأب المؤسس للعلمانية؟". وأما أسباب السؤال ومحاولة الإجابة عنه فتظهر من المقطع الأول للدراسة: ما نشره "ويكيبيديا" باللغة الانكليزية كتعريف عن ابن رشد.
هكذا هو موقع المنتدى، عالم واسع تكثر فيه الدراسات والمقالات التي تحلو قراءتها وتحميلها. ولا تغيب المادة المصرية، عبر نشر الفيديوهات الخاصة بالمؤتمرات والندوات التي ينظمها المنتدى، وآخرها كان بعنوان "الفيديو الكامل لندوة حشاشون جدد؟ رؤى في الحروب الحديثة".