تربيت في بيت كانت أمي فيه بتناور بميزانية البيت، مناورات تفوق في حرفيتها وزراء مالية شاهدتهم يتخذون قرارات ينتحر بسببها المنطق. أمي كانت بتقدر بمعاش والدي الله يرحمه توفر قدراً من التعليم الجيد لأولادها الثلاثة، اللي أكبرهم كان عمره 11 سنة وأصغرهم هو العبد لله 3 سنوات، وكانت دايماً ميزانية التعليم أكثر أولوية من ميزانية الطعام. والشهر اللي فيه معرض الكتاب كانت تعمل مناورات عظيمة عشان نقدر نروح نشتري الكتب اللي نفسنا فيها بمختلف أذواقنا إحنا الثلاثة.
عمرنا ما حسينا إن ناقصنا حاجة على مستوى التعليم والملبس والمأكل، ولمّا حصل احتياج في مدخولات البيت المادية، عوّضته أمي بأنها كانت بتخيّط هدوم لجيراننا على مكنة "سنجر" اشتغلت في جوف الليل كثيراً وتستحق أن توضع في متحف للحضارة والكرامة...
أمي حافظت على الأرض الزراعية اللي ورثناها من جدي (والد أبي)، ورفضت إنها تلمسها أو تتصرف فيها على الرغم من الظروف... والأهم إنها لمّا كنت بروح أقف في فرن العيش والراجل يحطّ بالغلط 11 رغيف بدل 10، كانت بتجبرني أرجع للفرن بالرغيف الزيادة، حتى قبل ما اقلع جزمتي.
الآن وبعد 3 سنين من العمل داخل الحكومة تخللت كثيراً من الأوقات داخل الصندوق الأسود، عندي قناعة إن أمى تنفع رئيس جمهورية...
من صفحة Ahmed sakr على فايسبوك