الوضع اليوم مُعقّد..
كعادة أمي التي شأنها شأن كل الليبيين، المتابعين من خلال صفحات الفايسبوك، لا تغفل عن سؤالي اذا سمعت. وكعادتي أردّ "يا أمي منبيش نسمع شيء يتعلق بليبيا"، وأتبعها بجملة واضحة "أرجوك يا أمي أنت تعرفي قدّاش نفسيتي تاعبة من الوضع، أرجوك متحكيليش على شصاير خليني زي ما أنا". وفي الحقيقة، أنا أسدّ المنافذ أمام أمي لفتح ثغرة نقاش سياسي (أنا متأكدة مسبقاً بأنه غير ذي جدوى). أنا أتابع الأخبار بصمت، عبر تويتر الذي يعجّ بكثير من المغردين الليبيين المتحدّثين عن كل شيء، وفي أي وقت. التويتر هنا غريب الأطوار.
خلال الأشهر الماضية، وبعد أن أتممت آخر امتحان لي، مباشرة بدأت الحرب داخل مدينة طرابلس.
الحرب التي شلّت الحركة في المدينة تماماً، وهذا ما أدّى إلى تأجيلي لكل مخططاتي بقضاء عطلة جيدة.
يؤلمني التفكير بأصدقائي الذين أُحرقت منازلهم، أو الذين هُجرّوا بطريقة لاإنسانية من مُدنهم وقراهم.
هل يعلم الفاعل، كم حُلماً جميلاً أحرق؟
هذه الحرب لا مُنتصِر فيها. بل ستستمر لوقت طويل، ما يعني أننا متجهون إلى مزيد من الدماء والمنازل المُهدّمة والألم. الوقت في الحرب يمضي ويمضي حتى تتثاقل أكتاف الظالمين بدعاء المظلومين.
من مدونة "tuegly" الليبية