آخر نشاطات "مركز ليبيا للدراسات الإستراتيجية والمستقبلية" كان طاولة مستديرة عقدت ليومين في شهر تشرين الثاني / نوفمبر الفائت في تونس، وجمعت ممثلين عن مكونات المجتمع الليبي (الجهوية والاجتماعية والسياسية) وبعض الشخصيات العربية وممثلين عن الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، وتمت بالشراكة مع المركز الألماني فريدريش إيبرت. وخرج اللقاء ببيان وتوصيات حول كيفية رأب الصدع والتوصل إلى تفاهمات. وهو ما يقوله المركز عبر صفحته الخاصة على "فايسبوك" ويضيف أن المجتمعين اتفقوا على تشكيل لجنة لعرض هذه المخرجات والتوصيات على باقي التشكيلات والمكونات الليبية تمهيداً لمشروع حوار وطني شامل يكون أساسه التوافق بين جميع الأطراف.
لكن هذه المبادرة لا أثر لها على موقع المركز، لا صوراً ولا تفاصيل ولا أخبار. فايسبوك حمل صوراً من الحدث وقليلاً من العناوين الرفيعة وتعريفاً بسيطاً، لا أكثر.
وهذا يرتبط، على الأرجح، بالتطوير الجاري في الموقع. فالسياسة العامة والأهداف ما زالت "تحت التحرير". كما يُجري الموقع استطلاعاً لرأي الزوّار بالتحديث الجديد.
مركز ليبيا للدراسات الإستراتيجية والمستقبلية يعرض دوره في تقديم تصوّر مفصل ودقيق عن كل القطاعات اليومية ذات التأثير المباشر على حياة الانسان، كالصحة، والتعليم، والإسكان، والقضاء، والخدمات.. وذلك حتى يتمكن أصحاب القرار من طرح برامج ووضع السياسات المناسبة لكل قطاع.
آخر مشاريع المركز كانت إعداد دراسة حول الدستور الليبي لتقديم رؤية شاملة عن متطلبات إعداد وصياغة الدستور. ولهذه الغاية، تمّ عقد مجموعة من ورش العمل والندوات داخل وخارج المركز، لاستعراض بعض الدساتير والمقارنة بينها. ولكن لا بدّ من تسجيل الغياب الكامل في الموقع الالكتروني لأيّ من الاستبيانات التي أجريت، وعمليات رصد الرأي العام، ومعهما تغيب نتائج العمل الذي تقوم به مجموعة من الباحثين ومعدّي الدراسات.
من إصدارات المركز مجلة "بذور"، التي خرج منها إلى الآن عددان، وهي غير متوفرة بصيغة PDF، بل يكتفى بنشر الفهرس (أي العناوين). في العدد الثاني تنوّعت المواضيع بحسب ذلك الفهرس المتوفر: التعليم ما قبل المدرسي، الطرق الصوفية في مقاومة الاستعمار، الثورة والنقد والتغيير.. وجميعها معالجة من قبل مجموعة من الأساتذة الجامعيين. ولكن هذا الجهد، بسبب عدم حضوره بحلّة الكترونية، يبقى في الكثير من الأحيان محصوراً بالمطلعين المباشرين عليه. أمّا عن إصدارات الكتب، فكان آخرها كتاب للدكتور عامر أبو ضاوية بعنوان "المفردات الأساسية للدستور".
يعرّف المركز عن نفسه بأنه مؤسسة علمية تقنية وأكاديمية تأسست في العام 2011، هدفها الوصول إلى دولة ديموقراطية دستورية تكفل فيها جميع الفرص بالتساوي بين المواطنين وتكون الحريات مضمونة. ويبدو أن النشاط العملي والسياسي التوسطي يغلب كهمّ مركزي على سائر مشاغل المركز. ولعل ذلك ما يفسر عدم الاكتراث بتعزيز الانتشار الالكتروني للمنتج البحثي.