تقودك إليها طريق صعبة من مدينة مكناس. قبل سنوات قليلة كانت تعيش عزلة حقيقية قبل أن تساهم زيارة ملكية في نفض الغبار عنها، لكن وعلى الرغم من ذلك، ما زالت تستعمرها الهشاشة في كثير من جوانبها. هي قرية "أيت حساين"، القرية الأمازيغية الوحيدة بين مجموعة من قرى هذه المنطقة. دقّ أبناؤها ناقوس الخطر منذ عقود طويلة، حتى زارها الملك سنة 2007 وأعطاها مجموعة من البرامج التنموية: تمكين الساكنة من خدمات الماء والكهرباء، تبليط الأزقة ومدّ الطريق.. إلا أن القرية ما زالت تعاني إلى حد الآن. تتلخّص المعاناة هناك في ظروف معيشية غاية في الصعوبة. يستقبلك مع وصولك أطفال يفتشون في مزبلة عمّا يصلح للاستخدام، نساء يتنقلن فوق حمير تحمل أغراضهنّ البسيطة.. في أزقة القرية المبلّطة، لا تستطيع المنازل إخفاء فقر سكّانها، فهناك من لم يجد غير البلاستيك كي يحوّله إلى سقف يقيه قطرات المطر. دركي، أستاذ، مهندس، طبيب.. مجموعة من المهن التي يمنّي بها تلاميذ القرية أنفسهم، بعدما التقينا بهم وهم خارجون من المدرسة الوحيدة في المنطقة هناك.
الكثير منهم لا يعرفون من هو رئيس الحكومة ولا حتى في أي قارة يوجد المغرب، لكن تصميمهم على الدراسة واضح.
من مدونة "اسماعيل عزّام" المغربية