حدود القوة العسكرية الأميركية في اليمن: كيف تواصل القاعدة الازدهار؟

2017-04-16

شارك

ورقة بحثية لـفارع المسلمي وآدم براون

الملخص التنفيذي

على غرار جهود الولايات المتحدة لمكافحة الإرهاب في اليمن في ظل الرئيس باراك أوباما، أظهرت إدارة البيت الأبيض الجديدة برئاسة دونالد ترامب رغبة ضئيلة باستكشاف خيارات سياسة غير عسكرية تسند القوة النارية الأميركية في اليمن. في الواقع، بعد فترة وجيزة من توليه منصبه، أذن الرئيس ترامب بتصعيد ضربات الطائرات بدون طيار وعمليات القوات الخاصة في اليمن. كما أن اقتراح ميزانية العام 2017 للكونغرس انطوى على تخفيضات كبيرة في الإنفاق الدبلوماسي والإنساني الأميركي، في حين أعلنت الأمم المتحدة في شهر فبراير المنصرم أن اليمن يواجه أكبر حالة طوارئ على مستوى الأمن الغذائي في العالم. هذا التركيز القصير النظر على الخيار العسكري في المعركة ضد تنظيم القاعدة في جزيرة العرب يدل على سوء فهم لأسباب التوسع الناجح لتنظيم القاعدة في اليمن، رغم مرور أكثر من عقد على بداية الجهود الأميركية لمكافحة الإرهاب في البلاد.

من بين أهم نقاط القوة لدى القاعدة استيعاب أعضائها للسياق التاريخي والديناميكيات الاجتماعية-السياسية والقبلية والأمنية والاقتصادية المؤثرة، حيث تغرس المجموعة وجودها في صلب كل ذلك؛ يسمح هذا للتنظيم بتفصيل تكتيكاته وبالاستفادة من الظروف المحلية لتوسيع قاعدته الشعبية وقدراته العملياتية، ولاستيعاب الخسائر. ومنذ اندلاع الحرب الأهلية في اليمن، استغل التنظيم الاستقطاب الطائفي، وانهيار الدولة والمؤسسات الأمنية، والأزمة الإنسانية الكارثية، ليصبح في نهاية المطاف أكثر قوة من أي وقت مضى.

يتحتم على الإدارة الأميركية الجديدة، وهي تصوغ سياسات مكافحة الإرهاب في اليمن، أن تدرك أن الاعتماد الحصري على القوة العسكرية سيخفق بشكل شبه مؤكد في هزيمة تنظيم القاعدة في جزيرة العرب. بل من الأرجح أن تكون له نتائج عكسية، نظراً للضحايا المدنيين الذين ستسفر عنهم التدخلات العسكرية الرعناء والصلفة بالضرورة، ونظراً لإمكانية استغلال القاعدة هؤلاء الضحايا في جهود التجنيد والدعاية. لكي تنجح المعركة ضد تنظيم القاعدة ينبغي أن تكون متعددة الأوجه، وأن تشمل تعزيز الحكم المحلي ذي الكفاءة، وتحسين فرص الحصول على الخدمات الأساسية، وإنشاء آليات قضائية أكثر عدلاً، وتأسيس قوات أمن محلية فعالة.

والأهم من ذلك، لا يمكن مقاربة الإرهاب في اليمن بمعزل عن الحرب الأهلية الجارية في البلاد والأزمة الإنسانية الكارثية – ما دامت هذه الأجواء في ازدهار سيبقى تنظيم القاعدة في ازدهار.

تقدم هذه الورقة عرضا لظهور تنظيم القاعدة في اليمن، خاصة سبل تكيّفه وغرس وجوده ضمن النسيج الاجتماعي للمحافظات اليمنية الثلاث التي ركّزت عليها جهود مكافحة الإرهاب الأميركية مؤخراً: البيضاء وأبين وشبوة.

الورقة البحثية كاملة


وسوم: