نحن اليمنيون، نحتاج الغناء!

"جميع المصادر التاريخية كَتبت حول عَراقة وحضارة اليمن في الغناء، يعني فيما قبل التاريخ إلى عصر الإسلام. اليمن كانت موجودة بغنائها من خلال أمرائها: ابن اليشرح، وعلس بن زيد، وكثير من الأسماء التي تغنّت بالغناء اليمني على مدى التاريخ، في حين - وليس هذا مبالغةً - لم يذكر لنا أي غناء، أو اسم أي مغنّ من أي بلد عربي كان إلا في صدر الإسلام. لذلك أنت لا تفتح أي كتاب يتحدث عن الموسيقى إلا وتجد اليمن في مقدمة الجميع".
ذلك مقتبس للفنان الكبير الراحل محمد مرشد ناجي استَهلّ به لقاءً أجرته الجزيرة معه قبل أعوام، تجدون النص الكامل للمقابلة على الانترنت. هل نعرف ماذا يعني أن اليمن تغني منذ "قبل التاريخ"؟!
لا أعرف الإجابة وتبدو أنها أصعب من السؤال لكن مبدئياً يخطر ببالي أمرٌ بسيط. هناك ألفي عام تفصلنا عن قبل التاريخ، هناك ألفي عام من الأغاني والكلمات والألحان والأصوات والشجن و و و..
2017-03-03

شارك

"جميع المصادر التاريخية كَتبت حول عَراقة وحضارة اليمن في الغناء، يعني فيما قبل التاريخ إلى عصر الإسلام. اليمن كانت موجودة بغنائها من خلال أمرائها: ابن اليشرح، وعلس بن زيد، وكثير من الأسماء التي تغنّت بالغناء اليمني على مدى التاريخ، في حين - وليس هذا مبالغةً - لم يذكر لنا أي غناء، أو اسم أي مغنّ من أي بلد عربي كان إلا في صدر الإسلام. لذلك أنت لا تفتح أي كتاب يتحدث عن الموسيقى إلا وتجد اليمن في مقدمة الجميع".
ذلك مقتبس للفنان الكبير الراحل محمد مرشد ناجي استَهلّ به لقاءً أجرته الجزيرة معه قبل أعوام، تجدون النص الكامل للمقابلة على الانترنت. هل نعرف ماذا يعني أن اليمن تغني منذ "قبل التاريخ"؟!
لا أعرف الإجابة وتبدو أنها أصعب من السؤال لكن مبدئياً يخطر ببالي أمرٌ بسيط. هناك ألفي عام تفصلنا عن قبل التاريخ، هناك ألفي عام من الأغاني والكلمات والألحان والأصوات والشجن و و و..
ألفي عام لا يمكن أن يحتضنهم طولاً وعرضاً سوى على الأقل ألفي مغنٍّ ومغنية يمنيين بمستوى صاحب كلمات استهلال هذا المنشور. ألفي مغنّ ومغنية لا يموتون ولا ينقصون في كل سنة.
ليس الأمر بالصعب، فقط علينا أن نفتح نوافذنا للشمس والهواء، ونفتح قلوبنا وآذاننا معها، أن نفتح نافذة الزمن ونرحّب بسنينها الألفين بيننا، أن تشرّفنا كضيوف أعزاء وأن نغنيها أو نغني معها ما استطعنا.
لذا نحن لا نصوت لعمار العزكي، لا ندعمه، نحن لم نصوت لفؤاد عبد الواحد ووليد الجيلاني وأسامة محبوب ولم ندعم فؤاد الهتار ومن سيليهم ربما سيكون أسامة المقطري، نحن لا ننزل باليوم عشرات الأغاني من الانترنت لحسين محب وعلي عنبة وعبود خواجة ونايف عوض، نحن لا نحنّ لصوت أبوبكر سالم والحارثي ومرسال والعزاني ومحمد سعد والآنسي والسمة وخان وغيرهم! لا! (بل أكثر) نحن نحتاج لهم ونحتاج لهم بقوّة، نحتاج لهم حتى نتنفس، حتى نبقى يمنيين كما نحن منذ ألفي عام ويزيد، وسنبقى وسننجو.

 

من صفحة وميض شاكر (عن فايسبوك)

 


وسوم: العدد 232