فيما يتعلق بما نشرته الفنانة الأردنية أسماء مصطفى، واتهمت به على أساس أنه تحريف للنص القرآني وتم معاقبتها من قبل نقابة الفنانين الأردنيين بشكل تعسفي جداً، ففي حين من المفترض أن يكون هذا الصرح هو المدافع عن حقوق المنتمين إليه تقمص القائمون عليه شخصية رجال الدين ومحاكم التفتيش وبوليس الآداب وحكموا باستبعاد أسماء مصطفى من عضوية النقابة.
وبلا بلبلة أكثر مما حصل فإن تشويه المعنى أشدّ من تشويه الشكل، لأن تشويه المعنى يؤدي إلى القتل كما هو حاصل الآن من قبل الجماعات التي تفسر القرآن بما يخدم ويعزز مصالحها وحتماً يضر الناس.
هل أدعت الفنانة أسماء مصطفى النبوة كسجاح أو مسيلمة أو الأسود العنسي؟!
ثم من قال أنه لا يجوز الاقتباس من القرآن والتصرف في ذلك الاقتباس بما يفيد النص المكتوب، ثم أليس النص القرآني في بلاغته وفصاحته جاء ليعلم الناس كل شيء بما في ذلك اللغة؟
لقد انتصر أسلافنا القدامى للشكل في ظاهر أقوالهم كالجاحظ، وما ذلك إلا لأن الإنجيل والتوراة تم تناقلها بالمعنى فتحرف الشكل بخلاف القرآن الذي ظل وسيظل محافظاً على نفسه شكلاً و مضموناً في لوح محفوظ ولأن الفنانة أسماء مصطفى لا تستطيع أن تقوم بعمل جبار وكبير جداً وهو تحريف النص القرآني ولذلك فالقرآن لا يحتاج إلى نقابة الفنانين في الأردن لتحميه من أسماء مصطفى.
صدقوني إن الدواعش الحقيقيون هم أولئك الذين يدعون الفن والحداثة، وتشير وتوحي هيئتهم بذلك لكنهم في أعماقهم تقليديون جداً وأصوليون إلى درجة مثيرة للشفقة.
إن العالم يرى كل يوم عشرات الحوادث الإجرامية والإرهابية ومع ذلك لا تعقد النقابات الفنية اجتماعاً واحداً أو حتى تصدر بياناً واحداً بخصوص ذلك لكن ما أن يهفو فنان بلا قصد كما حصل مع الفنانة أسماء مصطفى فإنهم يهبون سراعاً ليدمروا حياته وسمعته التي ظل طيلة عمره يبنيها وليس لديهم أي حرج في ذلك على الإطلاق.
من صفحة Hayel ALmathabi (عن فيسبوك)