ـ شوف يا عزيزي، أنا أرى أنك انتقائي جداً. لماذا مثلاً لم تعبر عن تعاطفك مع عبد السلام؟
ـ أنا عبَّرت عن تعاطفي مع عبد السلام.
ـ أه، والله؟ ولكن لا تنس أنك عبَّرت أيضاً عن تعاطفك مع عبد الحميد.
ـ صحيح.
ـ وهذا طبعاً كما تعرف يميّع قضية عبد السلام.
ـ نعم، ولكني أعبِّر عن تعاطفي مع كل الناس.
ـ إذن أنت ضد عبد السلام؟
ـ لماذا؟
ـ لأنك تعتبره واحداً من كل الناس.
ـ وما الحقيقة؟
ـ الحقيقة أنه هو كل الناس.
ـ لا. هناك أنا، وهناك أنت، وهناك عبد الحميد.
ـ تعني أن عبد الحميد واحد من الناس؟
ـ أعتقد هذا.
ـ تعني أن عبد الحميد مثله مثل عبد السلام؟
ـ أعتقد هذا.
(يصرخ) يا حقير. يا تافه. تقول إن عبد الحميد مثله مثل عبد السلام؟ هل عبد السلام له مثيل أصلاً؟ يا خائن. يا عميل. لماذا؟ كيف حدث هذا؟ كيف امتلأ قلبك بكل هذه الكراهية لعبد السلام؟ ماذا فعل لك عبد السلام؟ (يخرج التلفون ويتكلم)،.يا باشا كلمته الآن. أنت صح يا باشا. غير معقول. النقاش معه مستحيل. قلبه مليء بكراهية عبد السلام. حاولت أن أفهمه ولم أستطع. مجنون تماماً. غير عقلاني. متعصب وعنصري ويكره عبد السلام بدون أي سبب منطقي. نعم يا باشا، انتقائي جداً حتى في تعاطفه. هو أخبرني بنفسه أنه يتعاطف مع عبد الحميد ولا يتعاطف مع عبد السلام. أقتله يا باشا؟ عديم الإنسانية هذا. أرجوك يا باشا، اسمح لي أن أقتله.
(نص نائل الطوخي ورسم مخلوف)