لعبة عض الأصابع على الطريقة الليبية!

من المؤكد أن الليبيين تستهويهم كثيراً لعبة عضّ الأصابع، وذلك لما يتّسم به معظمهم من عناد ومزاج فطري بسيط ينجذب إلى تحقيق الغلبة على الخصم، أي خصم كان، والذي قد تتمّ صناعته محليّاً، كما هو دائر الآن!يبدو أن اللعبة تحولت إلى نظام المقاولة بالباطن، وانقسمت إلى جهازين، أحدهما متخصص في مجرّد العض، وآخر مهمته صنع الأصابع القابلة أو المتطوعة للعضّ والقذف بها بين أسنان الفرقاء. وبذلك تحوّل المشهد
2014-11-05

شارك

من المؤكد أن الليبيين تستهويهم كثيراً لعبة عضّ الأصابع، وذلك لما يتّسم به معظمهم من عناد ومزاج فطري بسيط ينجذب إلى تحقيق الغلبة على الخصم، أي خصم كان، والذي قد تتمّ صناعته محليّاً، كما هو دائر الآن!
يبدو أن اللعبة تحولت إلى نظام المقاولة بالباطن، وانقسمت إلى جهازين، أحدهما متخصص في مجرّد العض، وآخر مهمته صنع الأصابع القابلة أو المتطوعة للعضّ والقذف بها بين أسنان الفرقاء. وبذلك تحوّل المشهد برمته إلى خط انتاج أصابع مقطوعة، وتسجيل أهداف مجانية وغير ناضجة، بعيدا عن حكم المباراة وصفارته وقلمه وسجلاته!
اللعبة تتسع كل يوم، وتزداد درجة حرارتها، والأصابع تتساقط، والدماء تسيل. لكن أي شخص من فريقي اللعبة لم تظهر عليه أي علامة من علامات الاعتراف بالخصم وقوته، ولا حتى إمكان التوقف لبعض الوقت لحساب الأصابع المقطوعة من كلا الطرفين، واعتماد طريقة الفوز بالنقاط بدلاً من طريقة الضربة القاضية التي يعشقها الليبيون المساكين.
نعم أبرياء كثيرون يعانون، وآخرون يرغمون على وضع أصابعهم في مقصلة السياسة التي لا ترحم! بيد أن المضحك المبكي هو أن تسمع من يقول: كل تلك الأصابع الليبية المقطوعة هي لأجل ليبيا!

من مدونة «ربيع ليبيا»