من يوقف هذا التوهان؟

تُفكر بالكتابة أحيانا لمُقاومة صُراخ داخلي يستدعي منك أن تُدين هذا الخراب الذي يُحيط بنا ويُحاصرنا، ولهذا الصمت عندما يحاول أن يستثنيك ويستبعدك بلُفافة زمن قصير كمتواطئ مع النسيان... ما تؤمن به لا يستثنيك بعمر قصير وعام تعيس كي تبتعد عن الكتابة ومتابعة كثير من النشاطات الأدبية، كي تعيش وحيداً مذهولاً خارج رحمة الظروف والزمن. فعلاً نحن العالقون بين هذا السقوط الرهيب لهوياتنا التي تتعرض
2014-10-29

شارك

تُفكر بالكتابة أحيانا لمُقاومة صُراخ داخلي يستدعي منك أن تُدين هذا الخراب الذي يُحيط بنا ويُحاصرنا، ولهذا الصمت عندما يحاول أن يستثنيك ويستبعدك بلُفافة زمن قصير كمتواطئ مع النسيان... ما تؤمن به لا يستثنيك بعمر قصير وعام تعيس كي تبتعد عن الكتابة ومتابعة كثير من النشاطات الأدبية، كي تعيش وحيداً مذهولاً خارج رحمة الظروف والزمن. فعلاً نحن العالقون بين هذا السقوط الرهيب لهوياتنا التي تتعرض للتلاشي وعدم مقدرتنا على أن نستحيل نُبلاً وحقاً وكرامة!الشكل الطبيعي لما يُفترض أن نعيشه يتعرّض يومياً للاجترار وللعنف، وهذا ما يفقدنا القدرة على التشبّث بأي منطق حقيقي يقينا من الموت الصارخ الذي بات يغزو هذه المجتمعات على شكل ذبح جماعي وإرهاب..
مؤسف اننا الغائبون، العالقون، التائهون في رعشة خوف وألم تحسساً لرقاب الضحايا القادمين...
كثيرون هم الراحلون، كثيرون هم المُحاصرون في هذا الطابور العدمي المفجع، وكثيرة هي مبررات اللاعودة بخلفيات دينية ومن دون خلفيات لتظل مجرد مفردات ومصطلحات...
من يستطيع أن يوقف هذا التوهان؟ كي تبقى حياتنا أكثر من مجرد مصطلح وجسد عارِ وحراسة ورهاب موت وناقوس وخطر محتوم ومعيب!

من مدونة «جلال غانم» اليمنية (الأحد 26 تشرين أول/أكتوبر 2014)