كنت مع تهجير أهالي سيناء، ولكن بوصفه الخطوة الأولى فقط. سيناء تحتاج لتنظيف. انتقل يا حبيبي لتنام في الصالون حتى يتم التنظيف.
وانتقل أهالي سيناء إلى مدن الدلتا، ونظفنا سيناء بالكامل، ثم اكتشفنا أن من يوسخون سيناء انتقلوا هم أيضاً إلى مدن الدلتا، فقررنا بعد تنظيف سيناء تنظيف الدلتا، وطلبنا من أهالي الدلتا الانتقال إلى الصعيد، وقمنا بتنطيف الدلتا.
ثم رأينا أن من وسخوا سيناء في الأول التحموا بمن وسخوا الدلتا والتحموا هم أيضاً بتجار السلاح في الصعيد، فطلبنا منهم الانتقال إلى الصحراء الغربية على الحدود مع ليبيا، وكان هذا خطأ منا لأن حدونا مع ليبيا غير مستقرة أبداً، وبالتالي تشكلت بؤرة قوية في الصحراء، فنفذنا عمليات عدة في الصحراء، ولما لم يثبت جدواها قررنا تهجيرهم، ولكن إلى أين؟ فكرت قليلاً ثم قلت ومالها محطة السادات؟ محطة مترو السادات مغلقة منعاً من التظاهرات في التحرير، وإلى الآن لم تحدث تظاهرات، فما المشكلة في فتح المحطة وتهجير الناس إليها؟ ولكن قيل لي، صحيح إنه لم تحدث مظاهرات حتى الآن في التحرير ولكن هناك احتمالا نظريا بأن تحدث، وبصراحة اقتنعت.
ولكني فكرت في تغيير التكنيك. لماذا ننظف والناس غير موجودة؟ الناس جزء من المشكلة، وتنظيفهم جزء من مسؤوليتنا، لماذا لا ننظف مصر مرة واحدة وإلى الأبد؟ قالوا لي إن التنظيف يستلزم الكثير من المتفجرات، والمتفجرات ستنظفنا أيضاً مع الناس، بينما نحن نظيفون ولا نحتاج للتنظيف.
فقلت بسيطة، نسافر سوياً ونستخدم التفجير عن بعد، وهكذا نضمن سلامتنا ونظافة ما حولنا أيضاً. ويبدو أنهم اقتنعوا. فطلبنا تأشيرات إلى أوروبا ومن هناك مضينا نفجر وننظف البلد، ونحن نشرب القهوة ونقرأ أخبار مصر في الصحف، وكنا سعداء ومليئين بالطموح والأمل.
(نص نائل الطوخي ورسم أحمد مخلوف)