الحرية للجدعان.. وللمعتقل الذي لا نعرفه

51.742 متابع لصفحة «الحرية للجدعان» الفايسبوكية، من مصر.ماذا يجري هنا؟ ربما كان من دون تخطيط مسبق للقيّمين على الصفحة، يجري فعلياً توثيق كلّ تفصيل صغير متعلّق بالمعتقلين لأسباب سياسية في مصر، سواء كانوا ناشطين أم شباب شاركوا في تظاهرات أو تجمعات...في الخانة المخصّصة للتعريف، ترد الجملة التالية:
2014-10-29

شارك

51.742 متابع لصفحة «الحرية للجدعان» الفايسبوكية، من مصر.
ماذا يجري هنا؟ ربما كان من دون تخطيط مسبق للقيّمين على الصفحة، يجري فعلياً توثيق كلّ تفصيل صغير متعلّق بالمعتقلين لأسباب سياسية في مصر، سواء كانوا ناشطين أم شباب شاركوا في تظاهرات أو تجمعات...
في الخانة المخصّصة للتعريف، ترد الجملة التالية: «الحرية لكل المعتقلين.. الحرية للمعتقل الذي لا نعرفه.. الحرية للجدعان». يوم 25 كانون الثاني/ يناير من هذا العام، في احتفالات الذكرى الثالثة للثورة، تمّ إلقاء القبض على حوالي 100 شخص. من هم هؤلاء المعتقلون؟ ناشطون سياسيون، شباب اعتقلوا بشكل عشوائي، أطفال، طلاب جامعات... أمّا الاتهامات الموجهة إليهم فتأتي متنوّعة ما بين الانتماء لجماعة الإخوان المسلمين وحيازة قنابل والتظاهر.. وغيرها من التهم غير المحقّة أو «الملفقة».وبناءً على هذه الأحداث والاعتداءات المتكررة والحبس التعسّفي، وُلدت صفحة «الحرية للجدعان». بمعنى آخر هي إبنة الحاجة إلى متابعة يوميّة جديّة لأحوال مئات المعتقلين: أوضاعهم القانونية، تفاصيل محاكماتهم، إضراب بعضهمعن الطعام، حالاتهم داخل السجن...(#افضحوهم) هو واحد من الهاشتاغات التي أطلقتها الصفحة. في أحد البوستات المُدرجة ضمنه، نشرت الصفحة رسالة مسربة من السجن تحكي عن انتشار عدد كبير من الثعابين في العنابر المتاخمة لحديقة سجن القناطر إثر اشتعال النار في أشجارها الأسبوع الماضي، ما أدى لهروب الثعابين إلى العنابر.. واشتكت الفتيات عبر الرسالة المسربة من أن إدارة السجن تجاهلت إثبات الأمر في محاضر رسمية أو تمشيط الزنازين..
بينما اكتفى أحد الضباط بالرد على إحدى طالبات الأزهر اللاتي اشتكين له تهديد الثعابين لحياتهن بالقول: «لما حد منكم يموت هنبقى نعمل محضر».
وتلاحق الصفحة أخبار كلّ معتقل جديد: صوره ومعلومات وتفاصيل عن اعتقاله. آخرهم كان محمد حاتم، طالب في كلية الصيدلة في جامعة الإسكندرية، تمّ إلقاء القبض عليه من أمام بوابة الكلية. عُرض على النيابة العامة في اليوم التالي لتوقيفه، وتقرر حبسه 15 يوماً على ذمّة التحقيقات. يقول القيّمون على الصفحة انّه «تمّ القبض عليه عشوائياً على الرغم من عدم وجود تظاهرات في أيّام سابقة...»
.تنظّم الصفحة مجموعة من الدعوات والمناسبات للوقوف حول قضيّة محدّدة. محمد سلطان إحدى الشخصيات المُسلّط عليها الضوء بقوة، خاصة في الفترة الأخيرة لأحقيّة قضيّته ولخطورة وضعه الصحي بعد تجاوز إضرابه عن الطعام الـ260 يوماً. نُظمت في الأسابيع الماضية تظاهرة الكترونية تحت عنوان #الحياة_لمحمد_سلطان، وكانت مفتوحة للمشاركة وإرسال الدعم لمحمد.
وتنظّم الصفحة النشاطات الحاصلة خارج العالم الافتراضي وتواكبها، كتوزيع «هدايا السبوع» وبداخلها صور للمعتقلين مع قصصهم، وصور للطلبة الذين تمّ اعتقالهم في فجر أول يوم دراسة، مع نص المادة 73 من الدستور المصري باب الحقوق والحريات التي تنصّ على أنّ «للمواطنين حق تنظيم الاجتماعات العامة، والمواكب والتظاهرات، وجميع أشكال الاحتجاجات السلمية، غير حاملين سلاحاً من أي نوع، بإخطار على النحو الذي ينظمه القانون. وحق الاجتماع الخاص سلمياً مكفول، دون الحاجة إلى إخطار سابق، ولا يجوز لرجال الأمن حضوره أو مراقبته، أو التنصت عليه.»هذه الصفحات هي تكريس للانتقال من عالم المواقع الالكترونية للاستفادة من فايسبوك عبر صفحات سهلة وبسيطة تماشياً مع حاجة أكبر إلى السرعة وسهولة النشر والتفاعل والخروج من القيود.