تونس: إرهاب تربوي

ألم يحن الوقت بعد للحديث عن إرهاب تربوي؟ ولنبدأ من حيث يفترض بنا أن نبدأ، أي من أوصال منظومة تربويّة هشّة في نظام عقوباتها واستراتيجيات رهاناتها. فالدّور الموكول للمؤسّسة التربويّة لا أحد يمكنه الجزم بخصائصه: هل المدرسة محضنة ضد جنوح التّلميذ؟ أم هي محضنة لتلاقح مهترئ القيم؟ أم أنّها حاملة لاسم الوزارة الّتي تشرف عليها؟ فإن كان دورها تربويّا، فعلام سيربّى التّلميذ؟ والحال أنّ البرامج أفرغت
2014-10-15

شارك

ألم يحن الوقت بعد للحديث عن إرهاب تربوي؟ ولنبدأ من حيث يفترض بنا أن نبدأ، أي من أوصال منظومة تربويّة هشّة في نظام عقوباتها واستراتيجيات رهاناتها. فالدّور الموكول للمؤسّسة التربويّة لا أحد يمكنه الجزم بخصائصه: هل المدرسة محضنة ضد جنوح التّلميذ؟ أم هي محضنة لتلاقح مهترئ القيم؟ أم أنّها حاملة لاسم الوزارة الّتي تشرف عليها؟ فإن كان دورها تربويّا، فعلام سيربّى التّلميذ؟ والحال أنّ البرامج أفرغت من بُعدها الأخلاقي، والحال أيضا أنّ القانون يفرض عليك أن تهدهد على كتف التّلميذ المخالف أيّا كانت المخالفة، بدءا بالغش والدّخول إلى باحة المؤسّسة مخدوراً أو جذلاناً. أضف إلى ذلك تلك المبادرة الّتي قام بها وزير للتربية حين جمّع حوله تلامذة أباح لهم أن يعرّضوا بمن يفترض أن يكونوا مربّيهم، ويمنّ عليهم بزرع مفهوم «جيفة الحريّة» الّتي يدفع المربّي اليوم ضريبتها.
والّذي حصل أنّ ما كان يفترض أن يصلح ممّا اعتراه الصّدأ في هذه المنظومة لعقود من التهميش أصبح أمرا مزمناً يصعب رفعه من تحت الرماد. هذا في جانب، أمّا الأمر الثّاني فمتعلّق بوضع مأساويّ للمربّي. وصل الأمر إلى اعتداءات جسديّة وإهانات أمام صمت أشبه بصمت المقابر...

من مدونة «أيمن محرزي» التونسية