أن تكون «سطاجييراً» في المغرب يعني أن تنسى أحياناً أنك أتيت إلى هذا المكان من أجل التعلّم... وما عليك سوى أن تجهّز نفسك لجلب السجائر للمدير، أو طباعة الأوراق لمن يحتاجون، أو إعداد القهوة للنائمين.
أن تكون «سطاجييراً» في المغرب يعني أن تخفّض رأسك عندما يتحدثون ولا تجيبهم سوى بما يحبون، خوفاً على استمراريّتك معهم. إيّاك أن تعترض يوماً على ما يقولون وإيّاك أن تخالفهم في الرأي، وإلاّ فقد حكمت على نفسك بالطرد.
أن تكون «سطاجييراً» في المغرب يعني أن يبحث كل الموظفين عن طريقة يجعلونك تقوم فيها بمهامهم التافهة، وذلك كي توفّر لهم فرصة الثرثرة في الجوار... وهذا في الخلاصة يعني أن تجد نفسك قد أنهيت أياماً مُمتدة من التدريب بشهادة تصلح للطبع فقط.
أن تكون «سطاجييراً» في المغرب يعني أن تنسى شهاداتك الجامعية وكتبك ومعارفك، وأن تنسى أنك كنت طالباً يحصل على المراتب الأولى، فأنت اليوم «سطاجيير» مُهمتك سماع الأوامر وأنت اليوم مجرّد متعلم...
أن تكون «سطاجييراً» في المغرب يعني أن تكون في بحث في دائرة معارفك وأقربائك عمّن يساهم في منحك كرسياً في الشركة أو الإدارة الفلانية، فلا تعوّل على شهادتك أو خبرتك أو مهارتك.
(&) متدرّب في مؤسسات
من مدونة «اسماعيل عزام» المغربية