"متحركين لأجل فلسطين"

"مجموعة شبابية فلسطينية مستقلة» ناشطة عبر صفحة خاصة على فايسبوك. نكسر المُعتاد في هذه الزاوية المخصصة للمراكز والمواقع البحثية، لأننا نرى في نشاط المجموعة، في توجهاتها واختياراتها، ما يجهد بوعي الى معاكسة الخطة التفتيتية للاستعمار الاستيطاني الفلسطيني (انظر نص نديم خوري في هذا العدد «الاستعمار الاستيطاني: تفتيت الجغرافيا والتاريخ»). وهذا يلاقي بل يعادل تماما
2014-09-24

شارك

"مجموعة شبابية فلسطينية مستقلة» ناشطة عبر صفحة خاصة على فايسبوك. نكسر المُعتاد في هذه الزاوية المخصصة للمراكز والمواقع البحثية، لأننا نرى في نشاط المجموعة، في توجهاتها واختياراتها، ما يجهد بوعي الى معاكسة الخطة التفتيتية للاستعمار الاستيطاني الفلسطيني (انظر نص نديم خوري في هذا العدد «الاستعمار الاستيطاني: تفتيت الجغرافيا والتاريخ»). وهذا يلاقي بل يعادل تماما ـ ولو بأدوات ومفردات أخرى ـ الجهود البحثية والتحليلية التي نهتم بها.
تعرّف المجموعة نفسها: «نعمل دفعاً بإحقاق حقنا الإنساني والسياسي، شعباً، في حرية الحركة والتنقل من أجل تعزيز هويتنا الوطنية الفلسطينية الجمعية (...). إننا نتحرك رفضاً للواقع المرير الذي فرضه الاستعمار الصهيوني علينا، والمتمثل بسحق الهوية الجمعية الوطنية وسلخنا عن بعضنا البعض...». المولود عمره سبعة أشهر، ولكن العمل الجادّ والمُتقن يعكس خبرة وجديّة. لا أسماء تطفو على السطح، يأتي دائماً التعريف أو توقيع أيّ عمل باسم «مجموعة متحركين». نشرت المجموعة أخيراً دعوة للانتساب إليها «مطلوب ناشطين/ات جدد»، مع سلسلة شروط تحكم الانتساب يأتي أوّلها العمر (بين 22 و28 عاماً)، والإلمام بقضايا المجتمع السياسية والاجتماعية وقضايا الشباب.
خلال العدوان الأخير على غزة، قامت المجموعة بنشاط لافت. جمعت صور شهداء وشهادات ناجين ونشرتها مُرفقة بنصّ قصير (باللغة العربية والانكليزية): «اسمي خالد مصبح، عمري 25 سنة، ولدت في مصر وانتقلت بعدها إلى حي الشجاعية في غزة مع أهلي... كنت مع المقاومين، وحين دخلت قوات الاحتلال إلى الحي اشتبكنا معها أنا ورفاقي. واستشهدت».
أمّا آخر التحديثات فكانت لناشط في المجموعة «كان يحلم أن يصبح محامياً ليحاكم الاحتلال على جرائمه فلنكمل حلمه» (الشهيد عبدالله منصور عمارة/ استشهد في مجزرة الشجاعية). اذاً «متحركين» تقوم بنشاط أرشيفي توثيقي، يشتغل على الوعي العام والتأثير غير المباشر. النشاط الأوّل للمجموعة، جاء في الذكرى الـ66 للنكبة الفلسطينية، خلال مسيرة العودة إلى قرية «لوبية» التي محيت عن الخريطة. وقامت مجموعة شبابية بحمل مجسمات للجدار الفاصل على طول الضفة الغربية الذي فرضه الاحتلال.
ثاني النشاطات جاء بعنوان «جولة فلسطينية من غزة للناصرة لنابلس... لا حدود لهويتنا»، هدفها يلتقي مع الغاية الأساسية للمشروع، وهو التحرّك لرفض الواقع المرير المفروض من الاحتلال وتأمين التواصل الجغرافي والمعنوي بين أبناء الشعب الفلسطيني. وهكذا تمحور النشاط على إعلان 18 من شهر أيار/مايو يوماً للسفر «ستسافرون ولأي حلم». تلاقت مجموعات في كلّ من رام الله وحيفا وغزة، وفتحت تواصلاً مباشراً عبر الانترنت، وتجول افرادها في فضاء افتراضيّ.
أطلقت المجموعة سلسلة ملصقات (بوستر) تحمل عبارات تجسد الفكرة الرئيسية: هوية زرقاء أو هوية خضراء، هوية وطنية بتجمعنا/ الضفة أو القطاع أو الداخل أو الشتات أو المخيمات، فلسطينكن بتجمعنا/الحراك ضد الجدار، التصدي لمخطط برافر، حراك العودة، النضال الشعبي بيجمعنا...