"أقطن في حي مراكشي، قيل بأن ساكنيه من «المغضوب عليهم» بعد أن انتشر في ثمانينيات القرن الماضي، خطاب للملك المغربي الراحل الحسن الثاني، يعاتب فيه بشدة بعض الثائرين من مثيري الشغب في العديد من المدن المغربية، ومن بينها مراكش، ويصفهم بـ«الأوباش».
حُكي لنا حينها أن مدينتي عرفت أحداثا مماثلة في الفترة نفسها، شارك فيها سكان أحياء عديدة. لكن أكثر المعارك ضراوة كانت عندنا. ومنذ ذلك الحين أصبحت صفة «الأوباش» لصيقة بسكان حيّنا، فصرنا بعدها جميعاً من المغضوب عليهم.
وتاريخياً، «غُضِب» علينا قبل تأسيس الحي. فالفقيه الذي سُمِّينا باسمه، كان طفلا صغيراً طردته أسرته من منزله مخافة العدوى بعدما أصيب بالجذام، فما كان منه إلا أن سكن غاراً خارج سور مراكش، وعاش هناك طيلة حياته حتى لقَّبوه بـ«مول الغار»، وبقي يحفظ القرآن ويدرس العلوم الشرعية، مما جعل الناس يتعجبون منه ومن قدرته على البقاء وحيداً في ذلك المكان المهجور. ومع وفاته، قدّس المراكشيون اسمه وجعلوه واحداً من رجالات المدينة السبعة، وسكنوا جوار ضريحه، مقيمين بنايات عديدة ومنازل جديدة، صانعين بذلك أول حي مراكشي خارج السور.
أما في زمننا هذا، فما أن تسأل عن اسم الحي حتى يخبروك بأنه المكان البعيد جداً والخطير في مراكش، حيث يجتمع المدمنون والسكارى والمجرمون...".
من مدونة «المغربية»