لا أعرف هل تحولنا إلى شعب فاقد خيارات السلم والسلام؟ أم أن هذه المُزايدات على واقع الحال هو ما يضمن استمرار فلتان الوضع...
كُنا لا نريد الاستيقاظ على فجائع جديدة، كي نقطع على التاريخ مُغالطات الخصوم أو لأنه يوجد ميزان خفيّ لنداءات الصامتين. الكُل يدفع بعجلة الصراع إلى الأمام لاستثمار بؤس الناس وعوزهم وللانتقال بهم إلى المرجلة والاقتتال، وهم يدركون أن هذه الصفوف المُتراصة آدمية وفي طريقها للتحوّل إلى جُثت وأرقام ننتظر من يُحصيها! لؤم كثير لدى هؤلاء الذين يهيئون للتحريض. غارقون نحن، وعالقون في التدجين المدفوع بالحماسة والغضب للتحول إلى حاقدين... لن يرحمنا التاريخ إنْ تقاتلنا اليوم على خلفية ألف ريال أو لنُدافع بالهراوات عن بقاء شرعية سُلطة من عدمها. تتألم وتشعر باجتياح الأمل لحواسك وأنت ترى بعض الناشطين يُحاولون كسر هذا الوُجوم بالتضامن مع كرامة المُختلين عقلياً والمُشردين على أرصفة تعز، ومُحاولة غسل أجسادهم التي طالتها عذابات سنوات التشرد كردة فعل لتراشق إعلامي مسموم يُهيج الخصومات داخلنا.
لا تغلقوا قنوات التواصل في ما بينكم، ولا تُزايدوا على أجسادكم المُنهكة بسبب حُروبكم العبثية، بل كونوا متفانين في التعامل مع صراعاتكم حتّى لا تكون خساراتكم مُضاعفة في وقت عصيب كهذا.
هذا الغرق تعيس وعدمي وخارج طاقتنا وظُروفنا.
من مدونة «جلال غانم» اليمنية