* أنا مفكر إصلاحي، أنا ضد النظام طبعاً ولكن لي رؤية أكثر شمولية. مثلاً، مشكلة المعارضة في بلدنا أنها تظن أن النظام مسؤول عن كل الشرور في العالم. هذه رؤية ضيقة وغير متوازنة.
* إذاً النظام مسؤول عن بعض الشرور في رأيك؟
* آه طبعاً مسؤول عن بعضها.
* مثل ماذا؟
* يعني مثل، مثل، شوف.. المعارضة لا بد من أن تفهم أن هناك مشاكل حقيقية في المجتمع. وان العقل العربي لا بد أن يتغير. المعارضة لا بد أن تسعى لتغيير النظام من الداخل.
* لتغيير ماذا فيه؟
* أنا أقصد أنني كمفكر إصلاحي، عندما أتكلم عن أهمية تغيير النظام من الداخل فإن الثوريين ينبذونني. اسمح لي، هذه عقلية قطيع. هناك مشكلة بنيوية داخل عقول الثوريين.
* هل تصنف نفسك مع النظام؟
* لا طبعاً، أنا ضد النظام. ولكني ضده بشكل إصلاحي.
* لماذا أنت ضده؟
* لأن.. لأن.. شوف، كل أساليبنا التقليدية لمواجهة النظام انتهت، ويجب علينا استحداث أساليب جديدة. هذا ما يجب أن تفهمه المعارضة. وأصلاً أصلاً، هذه معارضة في بنيتها غير ديموقراطية. عندما أقول رأياً ضدها تشتمني على الفيسبوك.
* والنظام ديموقراطي؟
* لا، أو ربما نعم، شوف. سأدلل بمثل بسيط، الثوريون يشتمونني، ولكن النظام لا يشتمني، برغم أنني ضده بوضوح.
* لماذا أنت ضد النظام؟
* كما أن المعارضة في نفس الوقت أيضاً...
* يا أستاذ، السؤال هو «لماذا أنت ضد النظام»؟
* شفت! أنت تقاطعني الآن. أنت لم تحتمل الرأي الآخر، هذه مشكلة كبيرة. كيف تطمح المعارضة أن تكسب المعركة هي دكتاتورية بهذا القدر؟
* لا. فقط أنا أسألك لماذا أنت ضد النظام.
* آها، بصراحة، وبدون تجميل، لا نستطيع أن ننكر مسؤولية النظام عن الكثير من الظواهر السيئة التي اجتاحت بلادنا في الفترة الأخيرة.
* ظواهر سيئة مثل ماذا؟
* مثل المعارضة على سبيل المثال.
(كتب نائل الطوخي ورسم مخلوف)