نعم أبهرنا العالم، من أوّلها «من ليبيا يأتي كل شيء عجيب»، مروراً بارتدادنا لأكثر من 10 مرات، وثورة 17 فبراير/شباط المجيدة. ولو تفكرنا قليلاً في أنفسنا، لأبهرنا أنفسنا من دون شكّ.
ولعل حالة الإبهار التي لازمتنا جعلتنا ننظر بشكل مختلف، ونقف على مسافات مختلفة عما يراه الآخرون ويتفقون حوله. ولنا في التاريخ الكثير من الأمثلة، وليس أقربها انتفاضة الشعب الليبي في ثورة شعبية أطاحت بنظام القذافي، دافع فيها الشعب عن حقه وحلمه. وعلى غير المعتاد فشلت كل محاولات القذافي لضرب الليبيين من الداخل وإضعافهم وتفريقهم، فهو كلما دفع باتجاه التفرقة، كان الشعب أكثر التحاماً واتحاداً وتضحية. فالشعوب الأصيلة والعميقة ثقافياً، تنزع لا إرادياً للتكافل، والدفاع عن لُحمتها. وانتصر الشعب، وأُعلن التحرير، وخرج الليبيون إلى الشوارع فرحين مهللين بالنصر.
وفي اللحظة التي ظنّ فيها العالم أن ليبيا تدخل عهداً جديداً من العدالة والحرية والبناء، فاجأناهم بتحولاتنا غير المتوقعة، والتي أكدت أننا لم نكن نقف على المسافة ذاتها من هدفنا، ولم نكن في الموقع ذاته. وما أستطيع قوله، إن الهدف كان من القوة بحيث شُغلنا عن القراءة ومعاينة المسافات. لم نراجع، لقد حجّمت الحماسة الكثير من المواقف والأخطاء التي كنا سنستفيد منها كثيراً لو وقفنا عندها، وسارعنا بحلها من دون تجاوزها..
من مدونة «مالاخير» الليبية
http://mellakheer.libyablog.org