«باشكاتب» بخدمة المناطق المهمشة

ما هي مبادرة «باشكاتب» المصرية؟ ملخص الإجابة أنها شبكة من الصحف المحلية يقوم بتحريرها مجموعة من «الصحافيين» الناشئة ( بين 12 و17 عاماً)، الذين يعيشون في المناطق المهمشة اجتماعيا واقتصاديا وجغرافياً في مصر، ويعرفون تفاصيل يومياتها.
 انطلقت الفكرة من الحاجة لتطوير مبادرات الإعلام المحلي، فالمناطق والأحياء الفقيرة لا تحظى بتغطية ولا بأولوية لدى الإعلام. وإذا حصل، فهي عادةً ما تكون مجتزأة لأن المراسلين لا يعرفون واقع هذه المناطق ولا معاناة أهلها. فكان لا بدّ من مبادرة فردية، يجري فيها الاستعانة بطاقات محلية مع قليل من التدريب لإنجاز المهمّة.
بدأ تنفيذ الفكرة في منطقة «أرض اللواء»، من عشوائيات الجيزة، وتمّ التعاون مع «آرت اللواء - مساحة فنّ» (مؤسسة ثقافية مصرية). من بعدها توبع العمل في منطقة «دار السلام» في القاهرة، بالتعاون مع مكتبة «خطوة». تنفيذ الفكرة بدأ عبر مجموعة من الورشات الصغيرة انتهت بالإعلان عن ورش عمل في «فنون الصحافة المختلفة». وامتدت الأخيرة على فترة شهرين كاملين، جرى خلالها تدريب المشتركين على كل أنواع العمل الصحافي، منها التحرير، الكاريكاتور، التصوير، الإخراج، وكيفية كتابة مقالات الرأي، وكذلك التدريب على الكتابة الإبداعية للأطفال. ومع الانتهاء، بات الشباب اليافعون جاهزين ـ تقريباً ـ لإنشاء مطبوعاتهم الخاصة التي تحتوي على نصوصهم بعد جولاتهم الميدانية.
رافق فريق باشكاتب الشباب خلال فترة عملهم الأولى، تمكّنوا بعدها من إعداد مطبوعتين «غير دوريتين» تُرك لهم حرية اختيار اسميهما: «أهل اللواء» و«صوت السلام». وجرى إنجاز موقع الكتروني خاصّ بالدوريتين، لكي يتمكن الشباب من نشر موادهم الصحافية نشراً دورياً وحرّاً، وسيتمّ في وقت لاحق ربطه ببقية المواقع التي يجري العمل فيها ضمن مشروع «باشكاتب».أحمد الهواري هو مدير «باشكاتب» ومؤسسها، والداعم الأول للمشروع هو المركز الثقافي البريطاني، ثم حصل على دعم من مؤسسة «انترناشونال ميديا سابورت» ومؤسسة التعبير الرقمي العربي «أضِف». حصل «باشكاتب» على جائزة «مبادرون مصر» التي تمنح لرواد الأعمال الاجتماعية. ومن ضمن ما تعمل عليه الشبكة هو تعليم الشباب كيفية دعم مطبوعاتهم للاستثمار من خلال جلب الإعلانات المحتملة من مناطقهم.
الموقع الالكتروني الخاص بباشكاتب شبابي يعكس طبيعته الحيوية، تنقسم مادته وفق الآتي: أخبار، فوتوغرافيا وكاريكاتير، رأي، إبداع، تقارير وبروفايل. خانة إبداع تحمل عدداً كبيراً من القصص القصيرة التي كتبها شباب يافعون. كذلك الأمر في القسم المخصص للرأي، منها نص لمريم محمد (17عاماً) يسأل «أين العدالة الاجتماعية؟».ومن أبرز العناوين التي تناولها الشباب في دوريتهما: «الأفارقة في أرض اللواء»، «الزبالة في الصندوق» و«استغلال سائقي الميكروباص»... نشاط باشكاتب على مواقع التواصل الاجتماعي يلتقي مع مهمته الأساسية، وهي إيصال صوت مهمشي مصر عبر أقلام شبابية.