خبث التاريخ

اكتشف المسؤولون أن الناس نسيت كون 30 يونيو ثورة، وأنه عندما يتحدث أحدهم عن الثورة، إيجاباً أو سلباً، فهو يقصد ثورة 25 يناير.راقب المسؤولون هذا فشعروا بالقلق. الحقيقة أنهم شعروا بالخيانة. هم يقولون «ثورتي 25 يناير و30 يونيو». يعني جاملوا 25 يناير وقالوا عنها ثورة، فلماذا لم يعد الشعب يجامل 30 يونيو ويقول عنها ثورة؟ هذا شيء عديم الذوق في الحقيقة. أصدرت هيئة «تثوير 30
2014-08-20

شارك

اكتشف المسؤولون أن الناس نسيت كون 30 يونيو ثورة، وأنه عندما يتحدث أحدهم عن الثورة، إيجاباً أو سلباً، فهو يقصد ثورة 25 يناير.
راقب المسؤولون هذا فشعروا بالقلق. الحقيقة أنهم شعروا بالخيانة. هم يقولون «ثورتي 25 يناير و30 يونيو». يعني جاملوا 25 يناير وقالوا عنها ثورة، فلماذا لم يعد الشعب يجامل 30 يونيو ويقول عنها ثورة؟ هذا شيء عديم الذوق في الحقيقة. أصدرت هيئة «تثوير 30 يونيو» بالتعاون مع «مجمع اللغة العربية» توصيات: أولا، عند استعمال كلمة «الثورة» لا بد من توضيح إن كانت ثورة 25 يناير أم 30 يونيو. ثانيا، إذا لم يتم التوضيح، فسيتم الأخذ بالأقرب واعتبارها ثورة 30 يونيو. وأخيرا، في السياقات السلبية التي لا يمكن فيها تطبيق القاعدة الثانية، مثل سياق «الثورة خربت بيتنا»، تتم معاقبة كل من لا يوضح أن المقصود بالثورة هو «25 يناير».
تابعتْ تنفيذ القانون قوة تابعة لوزارة الداخلية عُرفت باسم «كتائب الثلاثين» وتحمست لها قطاعات من الشعب بدأت بدورها تصحح للقطاعات الأخرى لغتها. حتى تداول الناس على الفيسبوك مقطعاً لمواطن يقول فيه إننا «قبل الثورة كنا شعباً واحداً، أما بعدها فانقسمنا لمسلمين ومسيحيين وإخوان وليبراليين وسلفيين واشتراكيين و6 إبريل وبلاك بلوك، كما ظهرت الآن كتائب الثلاثين»، واعتبر هذا جزءاً من مؤامرة تقسيم مصر. وظهر فنان تساءل عن مغزى رقم «الثلاثين» في «كتائب الثلاثين»، قائلًا إن رقم 30 يشمل 25، وهو يوم الثورة، مضافاً إليه رقم 5 لمنع الحسد. واختتم بأن المعنى الماسوني الكامن في هذا أوضح من أن يُشرح.
هنا قرر رئيس هيئة «تثوير 30 يونيو» تقديم استقالته معللا إياها بالعجز عن متابعة مهمته، ومصدراً توصيته باعتبار 30 يونيو انقلاباً. هذا سيحل جميع المشاكل.

(كتب نائل الطوخي رسم مخلوف)