شبكة «قدس».. فلسطين في موقع

شبكة «قدس» الإخبارية مثال لقدرة أي مجموعة شبابية على تحقيق الانجازات، في حال توفرت الإرادة والسعي لذلك. ففي العام 2011، أنشأت صفحة على «فايسبوك» من فلسطين، واتخذت من «إعلام المواطن» شعاراً. ومن هذه الصفحة انبثقت صفحات، لكل منها تخصص معين. متابعة أخبار الاستيطان، الأسرى... بعد سنة فقط كانت الصفحة قد جمعت 180 ألف متابع، وحققت 400 مليون مشاهدة. اليوم وبعد
2014-08-13

شارك

شبكة «قدس» الإخبارية مثال لقدرة أي مجموعة شبابية على تحقيق الانجازات، في حال توفرت الإرادة والسعي لذلك. ففي العام 2011، أنشأت صفحة على «فايسبوك» من فلسطين، واتخذت من «إعلام المواطن» شعاراً. ومن هذه الصفحة انبثقت صفحات، لكل منها تخصص معين. متابعة أخبار الاستيطان، الأسرى... بعد سنة فقط كانت الصفحة قد جمعت 180 ألف متابع، وحققت 400 مليون مشاهدة. اليوم وبعد ثلاث سنوات على تأسيس الصفحة، أصبح لـ«قدس» موقع أخباري متكامل، يعتمد على مراسلين متطوعين في كل المناطق الفلسطينية. في غزة، الضفة، وفي الداخل، بالإضافة إلى مراسلين في المخيمات الفلسطينية في الشتات. اليوم يتابع الصفحة على «فايسبوك» أكثر من مليوني شخص، أما موقع «تويتر»، فيبدو أقل نشاطاً مع 70 ألف متابع فقط.
يشرح القيمون على التجربة في معرض التعريف عن أنفسهم، أن فريق العمل يعتمد على المتطوعين بهدف التحرر من شروط المموِّل، والعمل بشكل مستقل للتحرر من الشروط الحزبية كذلك. أهمية التجربة تكمن في الشعار، «إعلام المواطن»، أي أن يصنع الناس إعلامهم بأنفسهم. ويقول التعريف: «بذلك يتحول الموقع الإخباري لمجتمع افتراضي، مفتوح للناس لتبادل المواد الإعلامية والآراء بكامل الحرية، شرط أن يكون تحت سقف الهوية الفلسطينية الجامعة».
في العدوان الأخير والمستمر على غزة، يبدو كأن الموقع قد أصبح من أهم المصادر لمتابعة الأخبار، سواء في غزة أو بصدد الأحداث الناتجة عن ذلك في كل المناطق الفلسطينية. تبتعد الشبكة قدر الإمكان عن الأخبار المبالغ فيها، أو تلك ذات الطابع الدعائي او «البروباغندي»، كمعيار مهني / سياسي يحميها من خسارة مصداقيتها.
في الفترة الأخيرة، تبدو الصفحة على مواقع التواصل الاجتماعي وموقع الشبكة على الانترنت، وكأنها محصورة بأحداث غزة.، لكن جولة سريعة على أقسام الموقع تظهر بأن الشبكة في أوقات «السلم» تحرص على تقديم مواد تحليلية أكثر عمقا وشمولاً. فمثلاً في قسم التحقيقات الصحافية، نص عن تلاعب إحدى شركات الغاز في الضفة بالأسعار والاحتيال على السكان. وفي تحقيق آخر بعنوان «أن تكون لاجئاً للمرة الثالثة: فلسطينيو سوريا» جولة مكثفة ومقابلات مع اللاجئين المحاصرين، أو الذين فروا من مخيم اليرموك. ومن سوريا الى مخيم شعفاط، تحقيق عن معاناة اللاجئين في الداخل الفلسطيني بعنوان «الأماكن التي تختنق بذاتها.. عن مخيم شعفاط نتحدث».
ومن الأقسام اللافتة «مجتمع الأسرى»، الذي يمكن اعتباره قسماً أرشيفياً لا يفوت أي تفصيل يتعلق بالأسرى الفلسطينيين، سواء الجدد أو القدامى. ولعل قسم «الانفوغرافيكس» الذي يخصص له الموقع زاوية خاصة دليل إضافي على أهمية المشروع وعصريته، فهو يقدم قراءة واضحة وقابلة لسرعة الانتشار، تشبه ما يعتمد عليه الاحتلال في غرفة «الترويج» التي أنشأها بعيد بدء العدوان على غزة. يستحق مشروع شبكة «قدس» الإخبارية المتابعة والدعم.

www.qudsn.ps