الكابوس الإسرائيلي

يوماً ما ستملأ الأنفاق أرض فلسطين. سيصحو الإسرائيليون ليجدوا أرضهم هشة، ترتجف لأتفه سبب. سيعرفون أن الكابوس قد حدث وأن الأرض من تحتهم مجوفة. ما تحت الأرض يسكنه الفلسطينيون. ستسارع نخبتهم وإعلامهم لإدانة هذا بأقسى اللهجات، وسيطالبون جيشهم بالتدخل. وستعلن القيادة العسكرية في إسرائيل أن التدخل مستحيل لأن أي حركة عنيفة ستؤدي الى حدوث زلزال يخسف الأرض تماماً. سيكلف الموساد عدداً من مستعربيه
2014-08-06

شارك

يوماً ما ستملأ الأنفاق أرض فلسطين. سيصحو الإسرائيليون ليجدوا أرضهم هشة، ترتجف لأتفه سبب. سيعرفون أن الكابوس قد حدث وأن الأرض من تحتهم مجوفة. ما تحت الأرض يسكنه الفلسطينيون. ستسارع نخبتهم وإعلامهم لإدانة هذا بأقسى اللهجات، وسيطالبون جيشهم بالتدخل. وستعلن القيادة العسكرية في إسرائيل أن التدخل مستحيل لأن أي حركة عنيفة ستؤدي الى حدوث زلزال يخسف الأرض تماماً. سيكلف الموساد عدداً من مستعربيه بزيارة ما تحت الأرض للتأكد من وجود الهيكل المقدس. وعندما يعود العملاء ويؤكدون أنه لا شيء تحت الأرض، سيصاب الشعب الإسرائيلي بخيبة أمل كبيرة، وسيسأل البعض: لماذا جئنا إذاً إن لم يكن هناك هيكل مقدس؟ ولكن الهموم الدنيوية أكثر تأثيراً من الهموم الأخروية.
انقطاعات متكررة في الكهرباء والماء والغاز بسبب سيطرة الفلسطينيين أسفل الأرض على البنية التحتية. سيعاود الإسرائيليون مخاطبة المتحدث الإعلامي باسم جيشهم: أرجوك قل لنا إن هناك حلاً، أنت أبونا وقائدنا وربنا. لا تتركنا حيارى نتخبط في ملكوتك. ستصاب النخبة العسكرية بالجنون، وأحدهم سيقرر القيام بمغامرة تحت الأرض. سيأخذ مدفعه الآلي وينزل تحت الأرض ويضرب ناراً، وسيضرب عليه الفلسطينيون ناراً. ثم ستتدحرج كرة الثلج، سيخرج الفلسطينيون الجدد، أحفاد الفلسطينيين المطرودين، من كل الثقوب في الأرض. ستهتز الأرض وتبدأ تباشير الكارثة بالوضوح. سينتفض الإسرائيليون من الرعب ويحاولون الوصول لأية هدنة مع الفلسطينيين كي يعودوا لتحت الأرض، وسيرفض الفلسطينيون، وسيكتب أحدهم على فيسبوك إن الإسرائيليين لم يضيعوا أية فرصة من أجل إضاعة الفرص. وسيكتب آخر إن التاريخ يعلمنا أنه عندما يرفض الأقوياء الحل الجميل فإن الحل غالباً يأتي قبيحاً.

كتب نائل الطوخي ورسم مخلوف