بعد كل خبر عن أعمال عنف ضد المسيحيين يكتب أحدهم «كنا نسكن بجانب عائلة مسيحية وكانوا قمة في الأخلاق والمحبة»، «زميلي في الدراسة/العمل/الخ.. كان مسيحياً وكان شخصاً طيباً ومسالماً». وهذا كلّه كتعليق للبرهنة على أن المسيحيين مسالمون ولا يستحقون هذه المعاملة. لكن ماذا لو كان جاركم المسيحي إنساناً شريراً، أو كان المسيحي الذي عرفته نصّاباً؟ هل سيغير ذلك شيئاً في الموقف؟ وما علاقة تصرفات شخص واحد عرفته أنت عن كثب أو أصبح صديقك بما يتم اقترافه ضد عشرات الآلاف من أبناء البلد؟ هؤلاء الذين يفترض أن يكون لهم حق البقاء والوجود بغض النظر عن تجربتك الشخصية مع واحد يشترك معهم في الديانة (أو الطائفة). هناك من «يؤمثل» الآخر ويختزله ويجرده بذلك من إنسانيته، لكن بدلاً من إسقاط كل السلبيات عليه (أو عليها) كما في الخطاب العنصري والطائفي واختزاله في نمط سلبي، يتم إسقاط كل الايجابيات، فيصبح هذا الآخر مثالياً لا يشبه الإنسان الحقيقي العادي الذي هو طيف لا يمكن اختزاله بنمط. ويظل بذلك غريباً. إنها نفس المعادلة التي تجرد الآخر من إنسانيته وتضعه في قالب وتختزله. والموضوع ينطبق على الأقليات الأخرى كذلك.
من صفحة سنان أنطون على فايسبوك ـ العراق