مركز "يافا" المصري.. فلسطين أولاً

لائحة مكثفة من الزوايا هي أول ما يلفت النظر عند الدخول إلى موقع مركز "يافا للدراسات والأبحاث". المركز الذي تأسس في القاهرة عام 1989، وفي معرض التعريف عن نفسه واهتماماته، يقول إنه "يهتم بالقضية العربية الأولى، فلسطين، ويؤمن بأنها نقطة لقاء كل الفرقاء في هذا العقد.. والعقود التالية".والهدف المعلن هذا ليس مجرد ترديد للشعارات المعتادة. فالمركز يخصص في لائحته الطويلة، أربعة حقول بحث تعنى
2014-07-30

شارك

لائحة مكثفة من الزوايا هي أول ما يلفت النظر عند الدخول إلى موقع مركز "يافا للدراسات والأبحاث". المركز الذي تأسس في القاهرة عام 1989، وفي معرض التعريف عن نفسه واهتماماته، يقول إنه "يهتم بالقضية العربية الأولى، فلسطين، ويؤمن بأنها نقطة لقاء كل الفرقاء في هذا العقد.. والعقود التالية".
والهدف المعلن هذا ليس مجرد ترديد للشعارات المعتادة. فالمركز يخصص في لائحته الطويلة، أربعة حقول بحث تعنى حصراً بالشأن الفلسطيني، وهي: 1- "ملفات التطبيع" التي تتابع نشاط المقاطعة لإسرائيل في الدول العربية، أو حتى النشاط التطبيعي معها. 2- "من وثائق الصراع" وهي زاوية أرشيفية تعرض أهم المحطات التاريخية في الصراع مع إسرائيل والوثائق والمعاهدات المبرمة معها في الدول العربية، من كامب دايفيد، واتفاق وادي عربة، وأوسلو (يكتفي المركز بعرض الوثائق الأشهر). 3- "من وجوه المقاومة"، وهي زاوية يخصصها المركز لشخصيات فلسطينية مقاومة اغتالتها إسرائيل لما كان لها من تأثير بارز في الصراع معها، كالشهيد أبو علي مصطفى، الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والذي اغتالته إسرائيل خلال انتفاضة الأقصى، وفتحي الشقاقي أحد قادة الجهاد الإسلامي الذي اغتاله الموساد الإسرائيلي في مالطا في العام 1995 في طريق عودته من ليبيا إلى دمشق. 4- "إسرائيل من الداخل"، وهي الزاوية التي تنقسم الى قسمين، الأول خبري، يقدم من خلالها المركز أخباراً عن أبرز المتغيرات في إسرائيل كالقوانين المقرة، وأخبار الصحف وتصريحات القيادات العسكرية، بينما يقدم القسم الثاني دراسات وأبحاث، منها ما يتطرق على سبيل المثال إلى الأزمات التي يعاني منها المجتمع الإسرائيلي، كالتهرب من الخدمة العسكرية التي وصلت نسبتها إلى 25 في المئة في العام 2008، و"مستقبل إسرائيل بحلول العام 2030" وهي قراءة في وثيقة مؤتمر "مستقبل الشعب اليهودي" الذي أقيم في القدس المحتلة بدعوة من "معهد تخطيط الشعب اليهودي".
كما أن للمركز اهتماما كبيرا بالترجمة عن اللغة العبرية، وبخاصة التقارير الجديدة المتصلة بالصراع العربي الإسرائيلي. بعيداً عن الاهتمام بالشأن الفلسطيني، والذي بدا واضحاً أيضاً من خلال مواكبة العدوان الأخير على غزة، أصدر المركز 15 كتاباً منها: "أول بيت وُضع للناس" الذي يتحدث عن فلسفة الحج قبل الإسلام وبعده، وعن "مسيرة البيت الحرام عبر التاريخ" من تأليف محمود عبده، و"مقدمة في لاهوت تحرير الإسلام" من تأليف الدكتور محمود مورو، و"هموم المثقف" من تأليف الدكتور عبد الخالق فاروق. يرأس مركز "يافا للدراسات والأبحاث" منذ تأسيسه الدكتور رفعت السيد أحمد الذي صدر له 30 مؤلفاً فكرياً وسياسياً في مجال الإعلام العربي، والقضايا العربية والإسلامية. المركز، على الرغم من الجهد الواضح المبذول، يفتقر إلى الوسائل الحديثة للتواصل مع القراء، والمهتمين بما يقدمه، فمثلاً لا يمكن العثور على أي حساب له على مواقع التواصل الاجتماعي.