انتفاضة مفصلية؟

تختلف هذه الانتفاضة عن سابقاتها. في الانتفاضة الأولى والثانية كانت المواجهة بين المجتمع الفلسطيني وبين مؤسسات الاحتلال، ولم يكن الإسرائيلي مثلاً في صلب المعركة. هذه الانتفاضة غيّرت المعادلة بحيث تحول الأمر لصراع مستميت وصدام حاد بين الفلسطيني والصهيوني بشكل مباشر.خلقت همجية المستوطنين حالة تهديد حقيقي على كل فلسطيني. يشعر الجميع بتهديد أمنه الشخصي، لينتهي عهد المؤسسات وعهد الاستعمار
2014-07-09

شارك

تختلف هذه الانتفاضة عن سابقاتها. في الانتفاضة الأولى والثانية كانت المواجهة بين المجتمع الفلسطيني وبين مؤسسات الاحتلال، ولم يكن الإسرائيلي مثلاً في صلب المعركة. هذه الانتفاضة غيّرت المعادلة بحيث تحول الأمر لصراع مستميت وصدام حاد بين الفلسطيني والصهيوني بشكل مباشر.
خلقت همجية المستوطنين حالة تهديد حقيقي على كل فلسطيني. يشعر الجميع بتهديد أمنه الشخصي، لينتهي عهد المؤسسات وعهد الاستعمار الناعم، وليعود الصراع صراعاً وجودياً واضحاً، تنهار معه كل نظريات الضبط الاجتماعي التي عمل الاستعمار على تطويرها وصياغتها. هذه الحالة هي إعادة الحس الأمني لدى فلسطينيي الداخل وهي تقشير التراكم التاريخي ليعود الواقع كما كان في الخمسينيات. اللغة العبرية كانت يوماً ما مخيفة، ثم بفعل الاحتلال تحولت إلى شيء مقبول. اليوم نسجل انهياراً جديداً، بحيث تعود اللغة العبرية إلى خزان دلالات يحيل إلى كل ما هو سيئ وخطر.
الانتفاضة هذه ستكون الأخطر على المشروع الصهيوني، والتحدي الحقيقي له. فبفعل غبائه، نسف كل منظومة العلاقات الهشة في الداخل الفلسطيني وأعاد الأمور إلى سابق عهدها كحرب حقيقية بين الفلسطيني وبين الاحتلال، مع كل إفرازاته، ولم يعد هناك فرق الآن في ذهنية الفلسطيني بين المؤسسة الصهيونية وبين الصهاينة كأفراد. هذه الانتفاضة قد تكون مرحلة تحرير حقيقي إذا استفدنا منها.

من صفحة فادي عاصلة على «فايسبوك»/ فلسطين ـ عرابة