مش عارف أكتب إشي. بس بعرف إنه في خوف وقلق، وشعور أنه في سكّينة عم بتلف حوالين رقبتي. مش
عارف لا أفكر ولا أشتغل، بس بعرف إني خايف ع ولاد خالي وع صحابي. مبارح كانت بحيفا مظاهرة «إم ترتسو» تطالب بالانتقام، والفجر انقتل طفل اسمه محمد أبو خضرة بالقدس، وأنا بعرف بس إشي واحد ووحيد، أني مسـتعد أموت قبـل ما يجي اليوم إلي أخـاف فيه أمشي بحيفا!
مش عارف أكتب إشي، بس بعرف أنه اللحظات الي بتغيّر حياتنا هي أكثر لحظات بتخوّف. بعرف إنه إلي بوطّي للعاصفة ممكن أوّل مرة يطلع منها، وممكن ثاني مرّة، بس إلا ما شي مرّة تقحفه وتنهيه. وأنا مش مستعد أضل أنتظر. في إشي واحد ووحيد بيقتل عاصفة الخوف من الفاشيّة، من الموت، من الجريمة العنصريّة - وهو إنك تكون بين الناس، قدّام كل الناس، علناً وبالشارع، تتطلعّ ع العاصفة بوجهها، تصطدم فيها، تضرب وتنضرب، وتهتف: فإما حياة تسرّ الصديق، وإما ممات يغيظ العدى.
من صفحة مجد كيّال على «فايسبوك»/ فلسطين ـ حيفا