في الأمس، قدّم أحمد الفهد الصباح، وهو وزير سابق، بلاغاً للنيابة أسماه «بلاغ الكويت»، سيترتّب عليه انهيار المسرح السياسي الحالي لما يحتويه من اتهامات خطيرة لكثيرين: رئيس مجلس الأمة السابق جاسم الخرافي ورئيس مجلس الوزراء السابق ناصر المحمد. وهذان قريبان جداً من مؤسسة الحكم.
النقطة الرئيسية لـ«بلاغ الكويت» ليست ما ستُسفر عنه التحقيقات، فالقضاء عاجز عن إدانة تجّار صغار لأغذية فاسدة وعاجز عن إدانة الكثير من ملفات الرشى. مؤسسة الحكم لن ترفع الغطاء عن رجالها، وخير مثال قضيّة سرقة الناقلات المتّهم فيها علي الخليفة الصباح، الذي تمّت تبرئته لعدم كفاية الأدلّة، إضافةً لحكم بدون تاريخ! لهذا فإن النقطة الرئيسية من تقديم البلاغ تتمثل في نقل الفضيحة إلى مستوى أكثر جِدية، شعبياً بالدرجة الأولى وسياسياً وإعلامياً بالدرجة الثانية، استعانة بالضغط الشعبي لتحقيق المصالح المشتركة بين تقاطعات خارطة التحالفات السياسية الجديدة...
واللافت في التحالف الجديد هو طريقة التعامل مع أحمد الفهد، وذلك من خلال تصويره على أنه المنقذ والشريف المحرّر من الفساد! وهذا تعامل سطحي مع اللاعبين السياسيين. فأحمد الفهد كان أحد الفاعلين في مؤسسة الحكم. وهنا علينا التعامل وفق هذه الرؤية، كاستغلال نقاط الخلاف والضعف واستثمار الخلافات بين حلفاء الأمس، على أن يصبّ هذا في حساب التطلعات الشعبية الإصلاحية...
من مدوّنة «شقران» الكويتية