قوة غريبة شيطانية زرعت ثقافة الحرية في عالمنا العربي الجميل. زرعتْ الإنترنت، أبصره شباب فانبهرت عيونهم وساروا كالمنومين. تم تحديد موعد الهجوم وانفجر العالم. انتحر محمد البوعزيزي حرقاً، ثم تداعت أحجار الدومينو، تونس، مصر، سوريا، ليبيا، اليمن، حرائق كبرى، الأرض مزروعة بالبنزين. الحرائق الكبرى تصر على أن تظل مشتعلة. والقوة الشيطانية المجهولة تجيد التنكر، لديها وجوه عدة، التحرري والفوضوي والاشتراكي والغربي واليهودي والإسلاموي والماسوني... وهي ذكية أيضاً، وثعبانية، وهي غير مألوفة، غير معتادة بطريقة فظيعة. مرعبة. الشوارع مزدحمة، لماذا يفعلون بنا هذا، هل يريدون الإساءة إلى صورتنا أمام العالم، نحن نعرف، «أبلة فاهيتا» خدمت القوة الشيطانية، لن ننسى. باراك أوباما أيضاً. خدامها في كل مكان، ولكن هي نفسها، أين هي، أين تختفي؟ اخرجي يا كلبة، يا حقيرة، نحن نعرف أنك موجودة، تختبئين في الإنترنت، ما هو الإنترنت؟ يتكلمون عنه كثيراً. والفايسبوك؟ أنا مثلاً أنشأت حساباً بالأمس، دخلت ورأيت، خلاعة وسفالة، الشيطان يدخل بيوتنا، يطير لمساحات غير متوقعة، يتمدد، يتجلى في النار التي يحرقها، الأرض تحترق كحبات البوب كورن، تفور، دولة تنبت بين سوريا والعراق، أميركا من وراء المحيطات تحدق فينا، أوروبا أيضاً. مثلاً، طول الوقت أسمع أناساً يتكلمون عن حقوقهم، كيف أصبحنا هكذا، كيف طالبنا بحقوقنا. بالأمس أيضاً وأنا في «المترو» سمعت بنتاً تزعق في امرأة عجوز، وأنت تريد أن تقنعني في النهاية أن هذا كله صدفة؟ إن الشيطان مثلاً لا يتآمر ضدنا؟
(نص نائل الطوخي ورسم مخلوف)