مراقب بعين حمامة

إذا أصبح الحديث عن الشعائر مسألة شجاعة وخنوع، تعايش أو اضطهاد، وأصبحت مفردات الحوار وقطع غياره: الجهل، الخرافة، أكرمونا بسكوتكم، حبس المكوّن الآخر وإقفال زمانه ومكانه، تخريب الشارع... إلخ.فأفضل ما يفعله المتلصّص على هؤلاء المتحاورين هو أن يركب منطاد العزلة ويطير! ويراقب بعين حمامة مهاجرة إلى اللا أين.لا يمكن أن نعدّ هذا حواراً إذا فصمنا أطرافه بتخويف الآخر لفظياً.المشكلة بأن الحوار تعدّى
2014-06-04

شارك

إذا أصبح الحديث عن الشعائر مسألة شجاعة وخنوع، تعايش أو اضطهاد، وأصبحت مفردات الحوار وقطع غياره: الجهل، الخرافة، أكرمونا بسكوتكم، حبس المكوّن الآخر وإقفال زمانه ومكانه، تخريب الشارع... إلخ.فأفضل ما يفعله المتلصّص على هؤلاء المتحاورين هو أن يركب منطاد العزلة ويطير! ويراقب بعين حمامة مهاجرة إلى اللا أين.
لا يمكن أن نعدّ هذا حواراً إذا فصمنا أطرافه بتخويف الآخر لفظياً.المشكلة بأن الحوار تعدّى مسألة إنتاج هوية لينتج طرفاً ثالثاً مثل «الحاجوز» في قتال الشوارع، «حاجوز» مهمته الثقافية إدامة العراك ونفخ جمرته طلباً للدفء والعافية.يصعب تلطيف هويات تراثية أو تشذيبها في أوج انطلاقها، حيث تستند كل قوتها على إنجاح الفرجة، تكبير الشاشة وتكثير الجمهور، بينما تجابهها الهوية الأخرى بكسر الشاشة وتفجير الفرجة، وأسهل من كل ذلك هو التمتّع باليأس السعيد من حال البلاد وإنجاح حوار مُسالم مفاده أن ما يحدث الآن ليس حواراً!
من صفحة مرتضى كزار على فايسبوك