معاناة حرة في اليمن

هي في منتصف الثلاثينيات من عمرها، درست وتعلّمت وتعمل حالياً بمرتب مرتفع تعيل به نفسها وتعيل أسرتها معها. حياتها العائلية مختلفة، فقد استقلت في شقة قريبة من منزل والديها، بحثاً عن الاستقلالية التامة. الفتاة مثقفة، جريئة، متمردة وصداقاتها واسعة. تؤمن بنفسها ككيان مستقلّ لا يتبع أحداً، تحبّ السفر واكتشاف العالم، منذ أشهر وهي تخطط مع أصدقائها للسفر خارج اليمن للاستراحة من ضغط العمل وأوضاع
2014-06-04

شارك

هي في منتصف الثلاثينيات من عمرها، درست وتعلّمت وتعمل حالياً بمرتب مرتفع تعيل به نفسها وتعيل أسرتها معها. حياتها العائلية مختلفة، فقد استقلت في شقة قريبة من منزل والديها، بحثاً عن الاستقلالية التامة. الفتاة مثقفة، جريئة، متمردة وصداقاتها واسعة. تؤمن بنفسها ككيان مستقلّ لا يتبع أحداً، تحبّ السفر واكتشاف العالم، منذ أشهر وهي تخطط مع أصدقائها للسفر خارج اليمن للاستراحة من ضغط العمل وأوضاع البلد...تبدأ الترتيبات، لتتذكر بأنّ جواز سفرها قد انتهى وأنّ عليها إصدار جواز سفر جديد.
جمعت الأوراق المطلوبة واتّجهت إلى مصلحة الجوازات. انتظرت خلف طابور ممتلئ ذكوراً حتى جاء دورها، لتقف أمام الضابط الذي نظر إليها من رأسها حتى أسفل قدميها، وراح يتلفّت يميناً ويساراً.الضابط: فين ولي أمرك؟هي: مافيش معي ولي أمر.الضابط: سيري جيبي أبوكي ولاّ أخوكي ولاّ زوجك، ولاّ أي حدّ وتعالي خرّجي جواز.هي: يا أخي لو تلاحظ إني أكبر منّك، أنا فوق الثلاثين، مش ضروري أجيب زوج ولا أب ولا حدّ. أنا وليّة نفسي.الضابط: اسمعي لا تدوشيني، سيري جيبي ولي أمرك.ملاحظة: هذه الثقافة السائدة تتنافى مع فكرة المرأة المتعلمة الواعية والمثقفة الباحثة بجهد عن منطقة صغيرة تحترم كيانها كإنسان.

من صفحة هند نصيري على فايسبوك