ماهينور والسيسي...

ماهينور ليست وحدها. فتاة اسكندرانية تشبه أحياناً راهبات الجبال عاشقات الإنسانية، وأحياناً تشبه لاعبات القفز بالزانة. تثير تعاسة غريبة بدفعها إلى عتمة زنزانة عقاباً على تظاهرها من أجل استعادة حق خالد سعيد.ماهينور صاحبة الاسم الشاعري (ضوء القمر) تملأ فراغات الشارع وحدها، بطولها، وتعبر عن جيل استطاع تقديم معنى للتضحية، تلك القيمة التي أفقدها دخول العالم كله في ماكينات كبيرة.ليست
2014-05-28

شارك

ماهينور ليست وحدها. فتاة اسكندرانية تشبه أحياناً راهبات الجبال عاشقات الإنسانية، وأحياناً تشبه لاعبات القفز بالزانة. تثير تعاسة غريبة بدفعها إلى عتمة زنزانة عقاباً على تظاهرها من أجل استعادة حق خالد سعيد.
ماهينور صاحبة الاسم الشاعري (ضوء القمر) تملأ فراغات الشارع وحدها، بطولها، وتعبر عن جيل استطاع تقديم معنى للتضحية، تلك القيمة التي أفقدها دخول العالم كله في ماكينات كبيرة.
ليست وحدها. وكانت هذه أحد وعود " 25 يناير"، حيث التضحيات الكبيرة من أجل السعادة. لم يكن صراعاً على السلطة، ولا تمجيداً في دولة تنهار كلما تضخمت قبضتها الأمنية، كلما احتاج حكامها إلى شغل الفراغ بخرافات عن بطولاتهم ونزولهم كمبعوثين من السماء.
الحراس كانوا يقودون ماهينور إلى سجنها، بينما المرشح الرئاسي عبد الفتاح السيسي يقول للمتحاورين معه: "وصلتُ". كان يحكي لهم عن نبوءاته حول نفسه بعدما أثبت أنه تنبأ بـ"يناير" و"يونيو". قال لهم: "سترون العجب وستنهزم العفاريت".
يصدق السيسي انه قادم في مهمة إلهية لإنقاذ مصر، وأنه يُضحّي من أجل مصر تضحية ستصل به إلى السلطة، بينما أدت تضحية ماهينور بها إلى السجن (بعدما رفضت الهروب وحضرت المحكمة لأنها تريد مواجهة مصيرها).
تضحية ماهينور خلقت حزناً عمومياً بأن هناك من يدفع ثمن "الخروج الكبير" في "25 يناير"...

من صفحة Sam Ibn Rushd على فايسبوك