النزاهة كنز

النزاهة كنز لم أنجح في نسيان ذلك المشهد من فيلم "الرجل الذي فقد ظله"، المأخوذ عن رواية بنفس الاسم للكاتب فتحي غانم، كان المشهد كالتالي: يدخل كمال الشناوي إلى مكتب رئيس التحرير، ويخبره عن حريق أصاب دار الأوبرا، فيسمع منه رئيس التحرير حتى النهاية، ويخبره أن معظم التفاصيل التي قالها، لم تحدث، ثم يبتسم قائلا: "هي الصحافة كده، نصها حقيقة، والنص التاني فبركة". يلخص هذا المشهد إحدى نقاط ضعف
2014-05-07

شارك

النزاهة كنز لم أنجح في نسيان ذلك المشهد من فيلم "الرجل الذي فقد ظله"، المأخوذ عن رواية بنفس الاسم للكاتب فتحي غانم، كان المشهد كالتالي: يدخل كمال الشناوي إلى مكتب رئيس التحرير، ويخبره عن حريق أصاب دار الأوبرا، فيسمع منه رئيس التحرير حتى النهاية، ويخبره أن معظم التفاصيل التي قالها، لم تحدث، ثم يبتسم قائلا: "هي الصحافة كده، نصها حقيقة، والنص التاني فبركة".
يلخص هذا المشهد إحدى نقاط ضعف الصحافة، فأحياناً ما تعلو قيمة السرعة على حساب الدقة، والإثارة على حساب المصداقية...ما الذي يدفع صحافيا إلى فبركة خبر أو تأليف قصة إنسانية؟ نحن هنا نتحدث عن تدمير أهم خدمات الصحافة، ألا وهي تقديم المعلومات...
هل تعلم ما الذي يدفع إلى استبعاد النزاهة والمصداقية من العمل؟ الضغط والإحساس بالضعف..
أذكر أني قد تحدثت مع زميلة قبل الكتابة، وكانت إجابتها عملية جدا: هل تستطيع إثبات تلك التفاصيل بالدليل؟ أما أنا فأرى أن الدليل على الفبركة وغياب النزاهة، هو كم الأخبار والقصص الملفقة التي تملأ الصحف والمواقع الإلكترونية يوميا، لكن الدليل على أسباب الفبركة، لن تسمعه سوى في كواليس الصحافة، من شباب يريدون زيادة كشف إنتاجهم...لكن ما زال في هذا المسرح دور صغير لأحدهم، يحاول أن يبتعد عن تلك الحسابات الفاسدة، سواء كان رئيس تحرير، أو مديراً، أو محرراً عاديا.

من مدونة "آخر الحارة" المصرية