حين لا ينفع الندم

ما حدث في احتجاجات 1 آذار/مارس فتح أعين الكثيرين بأن الوضع يمكن تغييره، أمر ما تحرك في نفوس من تابع الاحتجاج السلمي وعمليات الاعتقال بالجملة. وإذا كان الخروج إلى الشارع في الجزائر أمر خطير، لما قد يؤدي من انفلات وفوضى، إلا انه من حسن حظ النظام أن من خرجوا يوم 1 مارس هم مجموعة من المثقفين والإعلاميين الشجعان المدركين جيدا لخطورة الوضع، وكيفية الاحتجاج عليه.. لكن في حال توسع رقعة المحتجين إلى
2014-04-23

شارك

ما حدث في احتجاجات 1 آذار/مارس فتح أعين الكثيرين بأن الوضع يمكن تغييره، أمر ما تحرك في نفوس من تابع الاحتجاج السلمي وعمليات الاعتقال بالجملة. وإذا كان الخروج إلى الشارع في الجزائر أمر خطير، لما قد يؤدي من انفلات وفوضى، إلا انه من حسن حظ النظام أن من خرجوا يوم 1 مارس هم مجموعة من المثقفين والإعلاميين الشجعان المدركين جيدا لخطورة الوضع، وكيفية الاحتجاج عليه.. لكن في حال توسع رقعة المحتجين إلى فئات أخرى، حينها لن يجد الأمن نفسه أمام مثقف أو إعلامي يناقشه بأن "الدستور الجزائري يكفل لي حرية التعبير".. بل سيجد الأمن نفسه وسط من يحرقه ويحرق نفسه أيضاً وليحترق الدستور الجزائري معه.
الكرة الآن في مرمى بوتفليقة ومن معه.. ما حدث بالأمس القريب ما هو إلا إنذار. الصمت المخيف للشعب الخائف من الفوضى ومن الدمار لن يدوم طويلاً ولا يمكن الركون إليه. هناك من سيرفعون رؤوسهم الآن وقد علت آمالهم بأن بإمكانهم فعلها.. ما حدث يجب أن يلفت نظر النظام إلى أنهم ليسوا وحدهم، ولن يستطيعوا اللعب كما يحلو لهم.

من مدونة عصام حمود