«العالم الجديد» لعراق جديد

في الأول من أيار/مايو من العام 2013 أغلقت صحيفة «العالم» العراقية. قيل ان ممول الصحيفة أعلن إفلاسه، فاجبر على إيقاف إصدار الصحيفة، ويحكى أيضاً أن التقارير العديدة التي كانت تزعج الأحزاب الإسلامية دفعت بها إلى شراء الصحيفة التي نفضت ثم خرجت بكادر مهني مختلف واسم جديد الخ.بعيداً عن السبب الحقيقي لحجب «العالم»، كشف ذلك مدى هشاشة الصحافة المكتوبة في العراق، مما قد
2014-04-16

شارك

في الأول من أيار/مايو من العام 2013 أغلقت صحيفة «العالم» العراقية. قيل ان ممول الصحيفة أعلن إفلاسه، فاجبر على إيقاف إصدار الصحيفة، ويحكى أيضاً أن التقارير العديدة التي كانت تزعج الأحزاب الإسلامية دفعت بها إلى شراء الصحيفة التي نفضت ثم خرجت بكادر مهني مختلف واسم جديد الخ.
بعيداً عن السبب الحقيقي لحجب «العالم»، كشف ذلك مدى هشاشة الصحافة المكتوبة في العراق، مما قد لا تنجو منه أي صحيفة عربية.
بعد ذلك قرر بعض العاملين في الجريدة الأصلية أخذ الأمور على عاتقهم، وأسسوا بعد ثلاثة أشهر من توقف إصدار «العالم»، صحيفة الكترونية أسموها «العالم الجديد»، بحلة جديدة وبروحية مختلفة، «مستقلة وحرة، غير خاضعة ولا متحيزة إلا للمعايير المهنية للإعلام الحر» كما يعلن المشرفون في التعريف عنها. «صحيفة ترفض أي مال مشروط، سياسيا كان المال أم غيره، يتعارض مع القيم الصحافية التي تتبناها وهي الاستقلالية، الحياد، الدقة، الوضوح، الشفافية». والشعار الأخير لا تتخلف أي صحيفة عربية عن استخدامه. تطمح صحيفة «العالم الجديد» لأن تكون مصدرا موثوقا للأخبار المحلية، ولتزويد وكالات الأنباء العربية والعالمية بها، ومرجعا مهنياً للمؤسسات الإعلامية المستقلة، وأكاديميات الإعلام في العراق وخارجه، وتطمح أيضاً ألا تكتفي بالنسخة الالكترونية، وتعمل لتكون ورقية أيضاً، من دون أن يؤدي هذا الطموح إلى ارتهانها لحزب سياسي أو لأي سلطة حكومية محلية، عربية أو أجنبية. تجاهر «العالم الجديد» بإيمانها الراسخ بنموذج الدولة المدنية كالخيار الأفضل للعراق، وهو ما يشي بشجاعة المشرفين على المشروع الجديد في ظل المحاصصة الطائفية التي تحكم البلاد الآن.
تحاول الصحيفة وبعيداً عن الشعار، بناء علاقة شفافة مع قرائها، ولذا قررت بأن تكون رئاسة التحرير دورية بين أعضاء فريق التحرير ولمدة 6 أشهر بالتتابع وفق أبجدية الأسماء، باستثناء رئيس التحرير الأول، وذلك منعاً لاحتكار «العالم الجديد» من قبل أي شخص. ولا يجوز تمديد الفترة ثانية للشخص نفسه، إلا بانتهاء المداورة. تتنوع المواضيع المعالجة في «العالم الجديد»، فلا تقتصر فقط على المواضيع السياسية، بل هي غنية بصفحاتها الثقافية والاقتصادية. وعلى الرغم من كثافة المواضيع التي تنشر، إلا أن الصحيفة تعاني من بعض المشاكل التقنية في موقعها الالكتروني، رغم سهولة التجوال فيه، وعصريته اجمالاً. فمثلاً، عند تصفح أي من أقسام الصحيفة، تتراصف المقالات بتتابع ممل، ثم تختلط العناوين بنص المواضيع لتشابه الخط بينهما، وغالباً ما يُغفل ذكر مصادر الصور. وهذه نواقص وان كانت صغيرة إلا أن تجنبها ممكن، خصوصاً ان فضاء «العالم الجديد» (الوحيد حتى الآن) هو موقعها الالكتروني، الذي يحتاج لبعض الإتقان والتطوير.

www.al-aalem.com