نحن الفلسطينيون الواقعون

نحن الفلسطينيين الواقعين في مناطق احتلال 48 نحبّ أن نلوم الاحتلال في كلّ شيء. حياتنا معقّدة وتفيض بالمفارقات - حتّى اسمنا يحتاج لستّ كلمات معقّدة للفظه. وأنا، ولأنني أنتمي إلى هذه المجموعة المشبعة بالتعقيدات، أحبّ أن ألوم الاحتلال. لم يُبقِِ الاحتلال للّغة العربية في مناهجنا المدرسيّة سوى بضعة أساتذة كبار في السّن وقد تسنّى لي أن أتعلم مع «الأستاذ يوسف»...كان الأستاذ يوسف
2014-04-16

شارك

نحن الفلسطينيين الواقعين في مناطق احتلال 48 نحبّ أن نلوم الاحتلال في كلّ شيء. حياتنا معقّدة وتفيض بالمفارقات - حتّى اسمنا يحتاج لستّ كلمات معقّدة للفظه. وأنا، ولأنني أنتمي إلى هذه المجموعة المشبعة بالتعقيدات، أحبّ أن ألوم الاحتلال. لم يُبقِِ الاحتلال للّغة العربية في مناهجنا المدرسيّة سوى بضعة أساتذة كبار في السّن وقد تسنّى لي أن أتعلم مع «الأستاذ يوسف»...
كان الأستاذ يوسف يحبّ أن يستطرد في الحديث، خبرّنا عن الحبّ قائلا يوما: «الحبّ في جيلكم بات سهلاً، ولذا فهو يموت ببطء يوما بعد يوم. عندما كنت شابّا، كان الحبّ صعبا...»
نحن نحبّ بيروت سرّا، نحبّها حبّا صعبا، حبّا جميلا. في كلّ مناسبة نحبّ بيروت من جديد. نحبّها في أغاني فيروز وخالد الهبر. نحبّها لطائفيّتها... يحبّ مجد أن يكتب، وهو بارع جدّا في الكتابة. يحبّ مجد التظاهرات، يحبّ تحديدا أن يهتف شعارات ترعرع عليها، يحبّ أصدقاءه ونقاشاته معهم آخر الليل في حانات حيفا. أحبّ مجد بيروت سرّا كما أحببناها جميعا. أحبّ مجد بيروت حبّا صعبا، كما أحببناها جميعا. أحبّ مجد بيروت حبّا جميلا بريئا قذرا - كما أحببناها جميعا. ولأنّ مجد أحبّ بيروت قرّر الاحتلال أن يعاقبه كما عاقب «الأستاذ يوسف» فجعل جيلا كاملا لا يفرّق بين المجرور والمنصوب.

من مدونة «أبو الجُبّ» لنزار جبران