انفصال النخبة عن الشارع

كل ما يحدث له دلالة. عندما أعلن حمدين صباحي أنه سيترشح لانتخابات الرئاسة ثار عليه الكثيرون لأنهم رأوه غير ذي صفة ليترشح أمام الباشا. الباشا نفسه، هل تفهمون ما أعني. كانت حركة صفيقة من حمدين، كأنه يضع رأسه برأس أسياده. الهجوم الذي حدث ضده كان مبرراً، فما زال شعبنا يحترم الكبير وما زلنا في الصعيد نقبل يد كبار العائلة. ولكن ماذا تقول للنخبة التي انفصلت عن شعبها منذ سنوات طويلة. وعندما أعلن
2014-03-19

شارك

كل ما يحدث له دلالة. عندما أعلن حمدين صباحي أنه سيترشح لانتخابات الرئاسة ثار عليه الكثيرون لأنهم رأوه غير ذي صفة ليترشح أمام الباشا. الباشا نفسه، هل تفهمون ما أعني. كانت حركة صفيقة من حمدين، كأنه يضع رأسه برأس أسياده. الهجوم الذي حدث ضده كان مبرراً، فما زال شعبنا يحترم الكبير وما زلنا في الصعيد نقبل يد كبار العائلة. ولكن ماذا تقول للنخبة التي انفصلت عن شعبها منذ سنوات طويلة. وعندما أعلن خالد علي عدم ترشحه لانتخابات الرئاسة ثار عليه الكثيرون، فهذا الشاب المغامر يرفض طواعية أن يترشح أمام الباشا، وكأنه يحتقر هذا. منتهى الصفاقة وقلة الأدب والله. عندنا في الصعيد، إذا قدم لك الكبير هدية فعليك بقبولها فوراً، أما عدم قبولها فيدل على عيوب في التربية، ويدلنا للمرة الثانية على الانفصال بين النخبة والشعب. في هذا الصدد نجزم أن الشعب الذي لم تفهمه نخبته فهمه الباشا. الباشا من جانبه لم يعلن عن ترشحه، ولم يعلن عن عدم ترشحه في الوقت نفسه. هل فهمتم الفرق. الباشا حر، يفعل ما يريد. بمزاجه. هو الباشا. عندنا في الصعيد نفهم كثيراً هذا، فنحن نقدس قيمة الحرية، حرية الباشا طبعاً، ولو ظهر في الصعيد من لا يقدس حرية الباشا نعرف على الفور أنه ليس صعيدياً ولا مصرياً وأنه عبد وابن عبد. وهذا هو سر عظمة شعبنا الجميل.

(من كلمات المثقف الصعيدي التي ألقاها باسم الشعب الصعيدي وتأييداً لخارطة طريق الباشا)