«في مجتمع كمجتمعنا المحكوم بقوانين غير مكتوبة، يجد الواحد نفسه ماشيا في حقل من الالغام عندما يحاول أن يعيش حياته ويقرر مصيره بنفسه. ليس للواحد منا إلا خيارين، أن يتمرد ويُنبذ، أو أن يمثّل على المجتمع ويتآكل هو من الداخل، أي يستهلك طاقته في المجاملة والمحاباة ومراعاة شعور الآخرين على حساب حياته وقراراته الخاصة.
ليس للخصوصية مكان في مجتمعنا، يجب أن تشارك الجميع في كل شيء حتى قراراتك الخاصة جدا يجب أن تستشير فيها من حولك وإلا فأنت لا تحترمهم. هكذا يظنون. لا بد من أن يبحثوا عن عيوب للقرارات التي تتخذها أنت إذا لم تمر من خلالهم، أي لا بدّ من أن يحسسوك أنك لا تزال أصغر مما تظن.
أتساءل دائما لماذا تتكرر النماذج في مجتمعاتنا؟ لماذا التمايز نادر؟ ولماذا لا يوجد إبداع؟ الاجابة بسيطة: لأن الفرد في مجتمعنا ليس حرّاً إلا في إطار المجتمع وفي المساحة البسيطة التي لا تساعد الفرد إلا على تكرار تجربة غيره، وهنا يتضح لنا سبب تكرار النماذج ورتابة حياة مجتمعنا.
شخصيا ليس لدي الوقت الكافي لمناطحة المجتمع ولا أشجع على ذلك ولا أظن الوقت قد حان، لكني في نفس الوقت لا أستطيع أن أكرر تجربة غيري ما لم تكن تتماشى مع إيماني العميق بما أفعل..»
من مدونة «تحياتي» العُمانية