في الضوضاء الكثيفة التي يصنعها هذه الأيام الكلام الكثير عن فشل «المؤتمر الوطني» وضرورة تغييره، تغيب الأسئلة الأكثر أهمية، وهي الأسئلة المتعلقة بأسباب فشل هذا المؤتمر، ودورنا نحن الناخبين صناع هذا المؤتمر في إفشاله.
كل إناء بما فيه ينضح، ومحتويات الإناء الكبير لليبيين هي التي نضحت كائنات مؤتمرنا الوطني، أشخاصاً، وأفكاراً، وثقافة، ومنهج عمل. وما من طريقة ناجحة ومعقولة لتطوير وتصحيح هذا المؤتمر الممثل لنا والمصنوع بإرادتنا، سوى إقدامنا نحن على تطوير وتصحيح ذاتنا في أبعادها المختلفة: الثقافية، والاجتماعية، والسياسية، وحتى السلوكية والنفسية!
منذ عام وبضعة أشهر أقدمنا بنهم ملحوظ على التهام ما تبرجت به المائدة الديموقراطية من أطباق لذيذة شهية كنا قد حُرمنا منها طول عمرنا السياسي، وعبّرنا عن ذلك بالتلويح بسبابتنا التي تبرجت هي الأخرى وهي ترفل في ثوب عرسها الزاهي البرّاق الذي ارتدته للمرة الأولى منذ أحقاب وآماد طويلة... ولأنه من السهل استبدال أعضاء المؤتمر بآخرين، ترى الكثير منا يلوح بذلك ويستعجله، إلا أنه عند الكلام عن قدرتنا على إفراز نخبة مثالية تمثلنا، فإنك لا تجد من يتفهم ذلك ويتحمس له...
من مدونة «ربيع ليبيا» الليبية
http://libyanspring.blogspot.com/2014/02/blog-post_10.html