"(...) عندما يُزج بعلي أنوزلا في السجن بسبب مقال، قالت عنه النيابة العامة أنه يقدم أدوات للإرهابيين، وهو فعليّاً يعرض تحذيرا للمغرب من خطر يتهدده؛ وعندما يتمّ اغلاق مؤسسة صحافية، ويتم تشريد العاملين فيها بسبب حرية التعبير؛ وعندما يتفوّه رئيس حكومة، في وجه الصحافة، بأنهم ليسوا رجالاً وهم لم يطلبوا سوى تصريح بسيط... فاعلم لماذا المغرب في آخر المراتب في حرية الصحافة.عندما يُعتقَل بعضُ المراهقين بسبب نشرهم صوراً لقبلة على "فيسبوك"، بينما كان بالإمكان نصحهم أو عدم الاهتمام بالموضوع أصلاً...وعندما تكون جمعية حقوقية هي وراء التسبّب في هذا الاعتقال، بينما هي يتوجب عليها أن تكون من أوائل الراعين للحقوق الفردية والجماعية...عندما يتلوّى المريض من الألم، بينما يضحك الطبيب مع زملائه في غرفة الإنعاش؛ وعندما تحتاج توقيعاً من مسؤول بينما هو يلعب النرد في أقرب مقهى؛ وعندما تنتظر اليوم كلّه أمام موظف في ادارة رسمية، ليقول لك في النهاية: عد في الغد، وعندما تعود في الغد لتجده داخلاً في إضراب... فاعلم أنك لا زلت تبحث عن خدماتك الأساسية في بلد يمثل استثناء في المنطقة.وعندما يقع كل هذا، وثمن الخبز يزداد، والمحروقات تحرق الجيوب من جديد، أمّا مئات الطلبة فيُطردون من الجامعات من دون وجه حق، فاعلم أنك في المغرب".
من مدونة "اسماعيل عزام" المغربية
http://goo.gl/sILg40