في العام 1991، وُلدت «مجلة الدراسات والنقد الاجتماعي» في الجزائر العاصمة، على يد سعيد شيخي ودحو جربال وغيرهما. مجلة سبب وجودها كان ولا يزال دراسة ونقد الظواهر الاجتماعية بمعناها الواسع، الذي يطال مختلف العلوم الاجتماعية والاقتصادية والسياسية. فرضت المجلة حضورها الفكري والسجالي والمعرفي منذ تأسيسها، في زمن كان الورق فيه زينة الاصدارات وأداتها الأقوى، قبل ثورة الانترنت والمجلات الالكترونية والفايسبوك وأخواته. استقطبت «نقد» (هناك أكثر من مجلة عربية تحمل الاسم نفسه) مجموعة من أهم الأسماء عربياً وعالمياً، متنوعي التوجهات الفكرية. أما حاجز اللغة، فحاولت تجاوزه من خلال اعتماد اللغتين العربية والفرنسية، مع إيلاء الترجمة إلى الفرنسية والعربية أهمية كبيرة، من دون أن يحلّ ذلك أزمة هيمنة الفرنكوفونية على الانتاج الفكري والصحافي لدول المغرب العربي عموماً، وهو ما يظهر بوضوح في أن القسم العربي من أعداد المجلة (التي تترواح صفحات كل عدد من أعدادها بين 300 و400 صفحة) يبقى أصغر من القسم الفرنسي.
وجود مجلات فكرية مثل «نقد» أكثر من ضروري اليوم، نظراً لقيمة المادة المنشورة واتّباعها معايير علمية صارمة، وابتعادها عن الدوغمائية واعتمادها السوسيولوجيا السياسية كأداة تحليل أساسية بما يجعل التنظير المجرّد عن الواقع مستبعداً. من أبرز أعداد «نقد»، العدد 29 (خريف/شتاء 2011) الذي أحيا من خلاله كتّابه الذكرى العشرين لتأسيس مجلتهم، وقد خُصّص لمناقشة «التحدي الديموقراطي» الناتج من الثورات العربية من جميع النواحي في 350 صفحة من القياس المتوسط، لتكون أعداد «نقد» أشبه بكتاب موزع على فصول من الحجم «المقبول» لناحية سهولة قراءته. ومن الأعداد اللافتة، ذلك الذي صدر في العام 2010، وجاء بطبعة مزدوجة ضمت العددين 26 و27 لدراسة واحدة من أهم الإشكاليات والظواهر الاجتماعية العربية والعالمية، وهي الهجرة من دول الجنوب.
ومن العناوين الأخرى التي خصصت لها «نقد» أعداداً كاملة، «المسألة الفلسطينية» وظواهر «الإسلام السياسي» و«المرأة» و«الثقافة والهوية» و«المسألة الوطنية» و«النظام التعليمي» و«التصحيح الهيكلي والنظم السياسية» و«صورة الآخر، سوسيولوجيا التنوع وعدم تقبل الآخر»...
يقتصر دور الموقع الالكتروني للمجلة على التعريف بها وعلى حصد الاشتراكات لمصلحتها، من دون عرض مضمونها طبعاً، بما أن «نقد» تعتمد على مبيع نسخها الورقية، وهو ما يشدّد عليه القيمون على الإصدار، في تركيزهم على استقلاليتهم إزاء أي سلطة حكومية، وعلى أن مجلتهم تعتمد بالكامل على بيع منتوجهم الفكري وبدل الاشتراكات وعلى دعم «المركز الوطني للكتاب» ومؤسسة «فريديريتش إيبرت» الألمانية. وفي هذا السياق، يبدو النداء الموجَّه إلى القراء عن أهمية دعمهم لـ«نقد»، أشبه بجرس إنذار من خطر توقفها عن الصدور، وهو ما كان مصير الكثير من الإصدارات الورقية سواها.
مراكز أبحاث
"نقد": الظواهر الاجتماعية بالعربية والفرنسية
في العام 1991، وُلدت «مجلة الدراسات والنقد الاجتماعي» في الجزائر العاصمة، على يد سعيد شيخي ودحو جربال وغيرهما. مجلة سبب وجودها كان ولا يزال دراسة ونقد الظواهر الاجتماعية بمعناها الواسع، الذي يطال مختلف العلوم الاجتماعية والاقتصادية والسياسية. فرضت المجلة حضورها الفكري والسجالي والمعرفي منذ تأسيسها، في زمن كان الورق فيه زينة الاصدارات وأداتها الأقوى، قبل ثورة الانترنت والمجلات
2013-10-02
شارك